السؤال
السلام عليكم.
كنت في زيارة أقارب خطيبي، وكانت زوجة خاله تمازحه في اليد، وكانت تثير غيرتي، انزعجت ولم أظهر ذلك، أخبرت خطيبي أني لا أحب أن يلمسك أحد، قال لي: إنه ليس من شأني، وأنها زوجة خاله ونيتها صافية، تشاجرنا وتجادلنا، وقلت له: أنت لم تعد تحبني، ندم واعتذر، كيف أمنع زوجة خاله من الاقتراب منه؟ وكيف أمنعه أن يحدثها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك مجددا -ابنتنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب.
غيرتك هذه نتفهمها وهي سلوك طبيعي، ولكن نصيحتنا لك أن توجهي غيرتك في الاتجاه الصحيح، وذلك بأن تكون أولا لله سبحانه وتعالى، وغيرة على محارمه إذا انتهكت، فهذا الشعور يدعو إلى قبول الآخرين للانتقاد والنصح والتوجيه، وهذه الحادثة التي وصفتها في سؤالك فيها انتهاك لمحارم الله تعالى وإن كان خاطبك وقريبته هذه لا يقصدان هذا، فإن زوجة الخال ليست من المحارم، ومن ثم لا يجوز له أن يمازحها بمثل ما ذكرت من اللمس ونحوه، بل يجب عليها أن تحتجب أمامه، وأن تلتزم بالآداب الشرعية، كما يجب عليه هو أيضا أن يلتزم بحدود الشرع في معاملته لها.
فغيرتك إذا في محلها ولكن لا تجعليها لنفسك وغضبا على حقك أنت وحظك من خاطبك، فإذا شعر هذا الخاطب بأنك إنما تغارين أو تغضبين حينما تحصل المخالفة – لما أراده الله تعالى – فإن هذا سيزيده حبا لك وتعلقا فيك، وحرصا على إرضائك، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قد جاء في وصفه عليه الصلاة والسلام أنه: (ما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى)، فكان يغضب أشد الغضب حين تنتهك حرمات الله، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فكلما كان الإنسان يريد بعمله وجه الله جعل الله تعالى له في قلوب الآخرين قبولا ومحبة ولكلامه أثرا.
وفي ذات السياق والمناسبة نحب أن نذكرك – ابنتنا العزيزة – أن الخاطب لا يزال أجنبيا عن المخطوبة ما دام لم يعقد عليها العقد الشرعي، ومن ثم هي أيضا مطالبة بأن تلتزم بالحدود الشرعية أمام هذا الخاطب، والتزام الحجاب، وتعامله كغيره من الرجال الأجانب، وهذا بلا شك أسلم لها دينا ودنيا، وأحفظ لها، ونتائجه معروفة في حياة الناس وتجاربهم، لهذا ننصحك بأن تتحري الحدود الشرعية وكيفية التوجيه الإسلامي للمرأة في تعاملها مع الخاطب، والتزام هذه التوجيهات، ففيها سعادتك العاجلة والآجلة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.