السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 26 عاما، وزواجي وشيك، ولدي الكثير من الهموم والمشكلات.
صديقتي الوحيدة كانت أمي، لكنها الآن أصبحت تمتلك مقرأة إلكترونية لتعليم القرآن وتحفيظه، تقضي عليها كل وقتها، وليس لها وقت لي ولا لغيري.
الآن صرت أخاف أن يصيبني نفور من هذه المقرأة وأقع في الإثم والمعصية، ولا أدري ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abeer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب..
أولا: نسأل الله تعالى أن ييسر لك إتمام الزواج وأن يقدر لك الخير.
ثانيا: ينبغي أن تكوني في هذه الأيام أيتها البنت العزيزة مستشعرة فضل الله تعالى عليك ونعمته بأن يسر لك الزواج، بينما حرم الكثيرون رجالا ونساء منه، فاستشعار هذه النعمة يبعث في النفس الفرح بفضل الله والتفاؤل بالخير في المستقبل، فإن الله تعالى الذي أحاطك بالرعاية والإكرام فيما مضى سيجعل لك أيضا في مستقبلك ما يسرك ويفرحك.
والمطلوب منك فقط أن تكوني على حسن علاقة به سبحانه وتعالى، فتذكرك لهذه النعمة يبعث في النفس الأمل بمستقبل أفضل وبأن الله تعالى سيتمم عليك نعمه، وهذا سيطرد عنك الهم الذي تشتكين منه، والمشكلات لا تخلوا منها حياة الإنسان ولكل مشكلة حل كما يقال، فإعطاء المشكلة حجمها والتفكير في أسباب وطرق علاجها هو الكفيل بالله تعالى بحل هذه المشكلات وزحزحتها من الحياة، فلا ينبغي أبدا أن تقعي أسيرة لهذه الهموم وتكبر في عينك هذه المشكلات فتعيشين حالة من البؤس والشقاء في الوقت الذي ينبغي أن تكوني فيه مسرورة فرحة مستعدة لاستقبال أيامك السعيدة، نسأل الله تعالى أن يتم عليك فضله ورحمته.
وقد أحسنت أيتها البنت العزيزة حينما عبرت عن أمك أنها صديقتك، وهذا دليل على كمال الحب ووفرة الحنان الذي تلقينه من أمك، وهذا أمر متوقع وهو بمقتضى الطبيعة البشرية، فإن أرحم الناس بك من الموجودين أمك، وكون هذه الأم قد انشغلت عنك ببعض الأعمال الخيرية كتعليم القرآن والتفرغ؛ لذلك فهذا لا يعني أبدا خلو قلبها من الرحمة بك والشفقة عليك والحرص على مصالحك، فلا تدعي مجالا للشيطان يتسلل إلى قلبك فيوهمك بهذه الأوهام الكاذبة، والتمسي لأمك العذر وأعينيها على ما هي فيه من الخير وحاولي أن تكوني سندا لها وعونا، ومما لا شك فيه أنها ستجد بعض الوقت الذي تبادلك فيه الحديث وتشاورك في بعض أمورك، وتعينك على حل بعض مشكلاتك، فاجتهدي في التقرب منها وبذلي غاية ما تستطيعينه من البر لها والإحسان إليها وأعانتها وستجدينها تبادلك نفس المشاعر وزيادة، وبهذا سيزول عنك هم النفور من هذه المقرئه كما وصفت، فهذه المقرئه باب خير فتحه الله تعالى على أمك وسببا لرفعة الدرجات وتكفير السيئات، والخروج من المضايق في الحياة وبعد الممات.
فينبغي أن يكون باب سعادة وسرور لك، بأن صلاح أحوال أمك سيعود عليك أنت بالصلاح، ودعاءها سينفعك، والنعمة عليها هي نعمة عليك، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عن الإنسان (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي)، فالنعمة على الوالد هي في الحقيقة نعمة أيضا على الولد، فينبغي أن تتذكري هذا وتحسني شكره بإعانة أمك عليه وترغيبها فيها، ولا بأس بعد ذلك من اقتطاع جزء يسير من الوقت لمشاورتها فيما تحتاجين إليه، من المشورة، كما أنه بإمكانك أيتها البنت العزيزة أن تربطي علاقات واسعة مع النساء الصالحات والفتيات الطيبات، وستجدي في هن العون والمشورة الحسنة.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.