السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أشكركم على ما تقدمونه من خدمات جليلة. وبعد: فاستشارتي هي أنني في كل مرة أصمم على التغيير، وبدء صفحات حياتي من جديد، فأشتري الكتب، وأحضر الملتقيات، وأستمع إلى البرامج التلفزيونية، والمحاضرات الخاصة بذلك، ولكن لا أستطيع الانطلاق. من أين؟ وكيف؟ ولماذا؟ ومتى؟ أسئلة كثيرة تراودني، ولا أستطيع الفرار منها، والوقت يمر. أو بالأحرى أنطلق وأجد نفسي في نفس المستوى، ولم أتغير في شيء، فأتوقف عند ذلك.
كذلك أمر الصلاة التي هي عماد الدين الإسلامي، وكثيرا ما أتهاون في أدائها خاصة في الجماعة، ومرات أضطر إلى تركها، وكثيرا ما تكون شهوتي الجنسيية إلى بعض الفتيات في الصف، وقيامي بالعادة السرية سبب ذلك. أنا أكوى بنار لم أر لهيبها بعد. الرجاء -عفوا- سرعة الرد، وأنا بالانتظار.
أعانكم الله. والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر لك ذنبك.
فإن التغيير الحقيقي يبدأ بالمواظبة على الصلاة، فهي عنوان الفلاح، ورمز الجدية والنجاح، وأرجو أن تغض بصرك، وتبتعد عن مواطن النساء، فإن طلاب الشهوات لا يتقدمون، ولا عجب فإن المعاصي تخذل أهلها، وتجلب عليهم الشؤم والنكبات، ونحن ننصحك بالمسارعة إلى التوبة، وإياك والتسويف! فإن الله يمهل ولا يهمل.
وأرجو أن تحول إرادتك الخيرة إلى عمل، فإن الأماني تحقق بالعزائم الصادقة والهمم العالية.
ومما يعنيك على التغيير ما يلي:-
1- اللجوء إلى من يجيب من دعاه، ويصرف قلوب الناس إلى طاعته.
2- مصادقة أصحاب الهمم العالية.
3- تجنب المثيرات كالنظرة والكلمات والاختلاط والخلوة بالأجنبيات.
4- وضع برامج مناسبة للتغيير، على أن تراعي فيها ما يلي:-
أ- التدرج في الإصلاح، فإن من يحاول الإصلاح جملة يفقده جملة.
ب- التنوع.
ج- المعقولية، فلا تكلف نفسك فوق طاقتها فتمل.
د- تحديد الهدف.
هـ- البعد عن الذنوب، فإنها تقيد صاحبها، كما قال الحسن البصري لمن قال له: لا أستطيع أن أنهض لصلاة الفجر، فقال: ( قيدتك الذنوب).
و- عدم استعجال النتائج.
ز- محاولة التجديد في البرامج.
وأرجو أن تبدأ التغيير بالتوبة النصوح، فإنها تمحو ما قبلها وتعين أهلها، واعلم بأنه سبحانه يقول: (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))[الرعد:11].
ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن ينفع البلاد والعباد.
والله الموفق.