أريد دواء مناسبا فالرهاب دمرني وجعلني شخصا آخر.

0 20

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 25 عاما، لدي رهاب اجتماعي مكتسب من بدايات مرحلة المراهقة، تقريبا في سن 17 عاما، حيث حصل لي حدث في المدرسة حينما تعاركت مع أحدهم فشعرت بالصدمة، وانتابني الخوف الشديد، وأحسست في تلك الأثناء أنني منفصل عن ذاتي والواقع، مما أثر في نفسيتي بشدة خلال الأيام اللاحقة لهذا الحدث، وجعلني أمر في موجة ألم وحزن وكآبة شديدة، فأصبحت منطويا على نفسي، ومنعزلا عن زملائي، بالإضافة إلى الشعور بالخوف والتهديد، وعدم الأمان من بعض زملاء الفصل المتنمرين.

ثم تصاعدت حالتي مع مرور الوقت وأصبح لدي رهاب من الدخول في المجالس والتحدث مع الضيوف، فإذا حضرت كنت أشعر بالضيق الشديد في نفسي وتنفسي، وأصبح تقديري لذاتي متدني جدا، وسلبي جدا، ومشاعري كذلك سلبية في كل حدث ومناسبة، وانسحب كل ذلك الثقل النفسي على عيناي وملامح وجهي، فأصبحت حزينة كئيبة ممزوجة بالخوف والخجل والارتباك، وصار كل من ينظر إلي -حتى في الشارع- يشيح بنظره سريعا في عدم راحة، وكنت أرى ذلك يوترهم، هذا كان أيضا مما يزيد خجلي واكتئابي، ويجعلني أتحسس، وأتضايق، وأقلق كثيرا حتى من مجرد فكرة الخروج من المنزل ومواجهة أي شخص يمر، وأشعر بالذعر أيضا من مجرد تصويب نظري إلى أحدهم.

هذا مع العلم أنني في السابق كنت اجتماعيا ومرحا وجريئا، وأخوض المشاجرات والمعاركات ولا تهتز ثقتي، ولكن الآن صرت خجولا جدا حتى من أهلي، وشديد الخوف والقلق من الناس.

أحاول تغيير طريقة تفكيري بغير جدوى، وأعتقد أنني بحاجة إلى دواء فعال، سمعت عن دواء "سيروكسات" ولا أدري هل هو مناسب؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وأسأل الله لك العافية والشفاء، بالفعل أنت تعاني من قلق المخاوف، ومخاوفك الآن أصبحت ذات طابع اجتماعي، وقد قدمت سردا جميلا ظهر من خلاله أن الخوف الذي لديك بالفعل هو خوف مكتسب متعلم، وقد حدث ذلك في بدايات مرحلة المراهقة، أيها الفاضل الكريم هذه المخاوف لا تدل أبدا على ضعف في شخصيتك أو اضطراب في وجدانك، وليس دليلا أبدا على أنك جبان أو شيئا من هذا القبيل، هو نوعا من الخوف المكتسب، والإنسان يمكن أن يكون مروضا للأسود ولكنه يخاف من القط.

أرجو أولا أن تصحح مفاهيمك حول هذه المخاوف، وأول شيء هو كما ذكرت لك أن هذا ليس ضعفا أبدا في نفسك أو شخصيتك أو في إيمانك، ثانيا: المشاعر الفسيولوجية التي تأتيك لا يشعر بها الآخرين أبدا، هذه أكبر مشكلة وعائق تواجه الإخوة الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يعتقدون أنهم تحت نظر الآخرين وأنهم يرتعشون ووجوههم تحمر، يتعرقون، وقد يسقطون أمام الآخرين هذه كلها مشاعر كاذبة أنا أؤكد لك هذا، الأمر الآخر هو يجب أن تحقر هذا الخوف، ويجب أن تقوم بالممارسات السلوكية الاجتماعية، ومن أهمها ممارسة رياضة جماعية مع بعض أصدقاءك مثلا كرياضة كرة القدم، هذه رياضة تفاعلية ممتازة جدا، وأيضا الحرص على الصلاة مع الجماعة صلاة الجماعة مفيدة جدا لعلاج الرهاب الاجتماعي، الأمر الآخر هو أخي الكريم أن تطور من مهاراتك التواصلية خاصة فيما يتعلق بتعابير الوجه وطبعا كلنا ندرك كلنا نعرف وندرك أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، الصوت أيضا يجب أن يكون متوازنا ومتوائما مع محتوى الكلام، كما أن لغة الجسد خاصة حركات اليدين يجب أن تكون منضبطة.

بهذه الكيفية أخي سوف تتطور اجتماعيا، وعليك أن تقوم دائما بواجباتك الاجتماعية، تلبية الدعوات، للأفراح مثلا، زيارة المرضى، المشي في الجنائز، تقديم واجبات العزاء، زيارة الأصدقاء هذه كلها أنشطة اجتماعية ممتازة جدا، وأنا مقتنع تماما أنها هي أفضل وسيلة لعلاج الرهاب الاجتماعي وتطوير شخصية الإنسان، أيضا تمارين الاسترخاء مهمة جدا، تمارين التنفس المتدرجة من أفضل أنواع التمارين، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها 2136015 يمكنك الاستعانة بها للتدرب وتعلم كيفية ممارسة هذه التمارين.

أخي الكريم العلاج الدوائي أيضا مفيد طبعا، وهو مكمل للإرشاد الذي ذكرناه لك والذي يجب أن تطبقه، عقار زيروكسات من أفضل الأدوية وأنا أفضل الزيروكسات سي أر، الزيروكسات علميا يعرف باسم باروكستين، تبدأ بجرعة 12.5 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم تجعلها 25 مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى 12.5 مليجرام يوميا لمدة شهرين أيضا، ثم 12.5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهر ثم تتوقف عن تناول الدواء، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. أسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات