السؤال
السلام عليكم.
أعاني من وساوس قهرية متعلقة بالزواج، أي تأتيني أفكار بأن زوجتي ستخونني، ولن تحترمني وسأسقط من نظرها، وأطفالي لن أستطيع حمايتهم والدفاع عنهم إذا حدث لهم مكروه أو بادر أي شخص بإيذائهم؛ فأنفر من فكرة الزواج وأبتعد عنها تماما، هل هذا من سوء الظن بالله أم عدم ثقة بالنفس؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بالأخ الفاضل أحمد، ونشكرك على تواصلك معنا عبر الشبكة الإسلامية، وشكرا على إضافتك من التفاصيل التي وردت في سؤالك.
ذكرت أنك تعاني من أفكار وسواسية قهرية تتعلق بالزواج، وبأن هذه الأفكار تأتي على شكل خوفك من خيانة زوجتك لك، أو أن تسقط من عينيها، وأيضا أفكار تتعلق بأطفالك، كل هذه الأفكار – مع أنك لم تتزوج بعد – أنا أعتقد أنها أفكار (نعم) فيها شيء من الوسواس القهري، والذي تعريفه: أفكار قهرية، لا إرادية، تقتحم عليك عقلك، دون رغبة منك، وهي غير مقنعة وغير منطقية، ومزعجة، إلا أنك تجد صعوبة في دفعها عن نفسك، هذا من جانب.
من جانب آخر: كأن ما تصفه أيضا هي حالة من الرهاب، رهاب الإقبال على الزواج، لذلك تنفر منه وتبتعد عنه، وربما فيه شيء من الخوف من المسؤولية التي أنت مقبل عليها.
طبعا لم تذكر لنا عمرك ليكون الجواب أكثر دقة وبما يناسب عمرك. المهم: أنا أفهم من سؤالك أنك في عمر مناسب للزواج، لذلك أدعوك إلى ثلاثة أمور:
الأمر الأول: إن طالت هذه المعاناة ولم تصل إلى قرار حاسم في موضوع الزواج أن تلجأ إلى طبيب نفسي في بلدك، ليضع التشخيص أولا بعد الفحص الحالة العقلية والنفسية، وأخذ بعض التفاصيل الإضافية التي لم ترد في سؤالك، فيضع التشخيص، ومن ثم الخطة العلاجية، وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء.
الأمر الثاني: أن تقبل على الزواج، خاصة إن تمت المعالجة، وتتوكل على الله، فالله تعالى لن يتركك، ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج).
الأمر الثالث: أنصحك بأن تعيد النظر في نمط حياتك من حيث العبادة والنشاط الرياضي والنوم المناسب والتغذية المناسبة، فالرياضة مضادة للاكتئاب وللوسواس، ويمكن لنمط الحياة الصحي أن يكون فعالا في إخراجك مما أنت فيه.
أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والصحة، وأن ييسر لك زواجا ناجحا موفقا بإذن الله سبحانه وتعالى.