أمي مريضة سرطان في مرحلة متقدمة، فكيف نتعامل مع هذا الوضع؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أمي عمرها 75 سنة، أصيبت منذ 7 سنوات بجلطة في المخ وشفيت منها، ثم اكتشفنا منذ 4 سنوات إصابتها بسرطان الثدي، وكان منتشرا في العظام والغدد الليمفاوية والرئة، ظلت تحت العلاج الكيماوي طوال تلك الفترة، وأجرت الكثير من التحاليل الطبية الدورية والأشعة المقطعية والمسح الذري، ثم تطورت حالتها منذ شهرين فأصبحت لا تستطيع الوقوف أو الحركة، ولا تتكلم ولا تفتح عينيها، واكتشفنا بعد آخر أشعة وجود ورم في المخ، ونقلناها إلى الرعاية المركزة، وحددوا أن درجة الوعي عندها من 7 إلى 9، ثم أبلغنا أطباء الأورام أنها تحتاج حاليا إلى 10 جلسات إشعاع.

عند استشارة طبيب المخ، قال: لا داعي للإشعاع، لأن الحالة متأخرة والورم كبير، فاتركوها في منزلها وأعطوها هذا العلاج، ونحن أهل المريضة في حيرة، وعندما قررنا الاستمرار وجدنا صعوبات في العلاج، فكنا ننقلها بسيارة إسعاف، وكان أحيانا المسعف يرفض نقلها لسوء حالتها، ويطلب وجود طبيب مرافق، أو إقرار بعدم مسؤوليته، وكذلك طبيب الإشعاع.

ثم أنا ابنها تعبت نفسيا من رؤيتها في الرعاية الطبية حين رأيتها بدون ثياب، ويتعامل معها الممرضون الذكور والمسعفون، وأيضا لم نجد أي تحسن في صحتها، وأفكر أن أكرم لها أن تكون في بيتها ونخدمها نحن أبناؤها، ونسترها حتى تلقى ربها، فما الأفضل؟

أرجو مشورتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ندعو الله للوالدة بالعفو والمعافاة والعافية في الدنيا والآخرة، ونحن وأنتم نعلم أن لكل أجل كتاب.

من الواضح الآن أن الأورام بدأت في الثدي ثم انتشرت في العظام والرئة والغدد الليمفاوية، ووصلت إلى المخ، ومع الإيمان بأقدار الله فإن المدة الباقية لها قليلة في حدود أسابيع إن لم يكن أقل، ولا يفيد الآن أي علاج لا إشعاعي ولا كيماوي، ويكفي إعطاؤها ما يخفف الألم من المسكنات، سواء في شكل أقراص مثل ترامادول، أو في صورة حقن في العضل إذا كانت تتألم، مع تغذيتها بالسوائل في بيتها حيث الأمان والستر، ولا يحمل الله نفسا إلا وسعها، وطالما لديها وعي افتح قناة القرآن حولها على مدار الساعة من الإذاعة أو التليفزيون، مع وجود من يرعاها من أبنائها وبناتها، وكل من تحب، بحيث لا يتركها أحد على مدار الساعة، ويقدم لها ما ترغب به من طعام وشراب دون محظورات، إلى أن تلقى الله راضية عنكم.

وفي الحديث عن أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن النبي ﷺ قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه متفق عليه. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: من يرد الله به خيرا يصب منه" رواه البخاري.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات