معاناتي مع الاكتئاب والهلع والذهان وضعف الذاكرة.

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الطبيب الإنسان الدكتور محمد عبد العليم، شاكر لكم حسن صنيعكم على كل ما تقدمونه للمسلمين.

عمري 24 سنة، ووزني 130 كلغ، وطولي 180 سم، وقد كنت أعاني من الوسواس القهري، وقد تعالجت منه مع طبيبي، فكنت آخذ فافرين 300، فشفيت منه -والحمد لله رب العالمين-.

أما الآن فأنا أعاني من الهلع والقلق والذهان، ففيما يخص الهلع والقلق فإني أعاني من شيء يشبه الجاثوم في بداية النوم، حيث أستيقظ على انقطاع النفس وضربات القلب السريعة والتعرق، وتستمر معي هذه الحالة لمدة دقائق معدودة، ثم تعاودني إن رجعت للنوم مرة أخرى، وعندما أنام بعد جهد مع نوبات الهلع أستيقظ وكأني لم أنم رغم نومي حوالي ثمان ساعات، هذا فيما يخص نوبات الهلع.

أما القلق فأنا دائما في حالة طوارئ، إذ أني أخاف من المستقبل، حيث قمت بتأجيل امتحاناتي مرتين على التوالي، وأخاف من الموت ومن ركوب المواصلات، حيث يعتريني قلق متسارع وأنا في السيارة، ولا أفكر إلا في أن السيارة قد تتعرض لحادث مروري وأموت، وأصبحت ذاكرتي ضعيفة.

مع ذلك كله فأنا أركب السيارة من أجل أن أواجه أفكاري الخاطئة وأضعفها، لكن دون جدوى، وأطبق تمارين الاسترخاء، وأحاول جاهدا أن أخرج نفسي مما أنا فيه بالمشي وملاقاة الأصدقاء.

أما فيما يخص الذهان، فتعتريني أفكار لا أستطيع مقاومتها، إذ أني دائما أشك في نوايا الآخرين تجاهي، وأنهم يتربصون بي الدوائر، وأنهم يريدون أخذ أموالي، وأني مراقب من الشرطة، وأن الآخرين يتحدثون عني بالسوء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Motaz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخي، وأشكرك على كلماتك الطيبة، وكل عام وأنتم بخير.

القلق النفسي هو الطاقة النفسية الرئيسية التي من خلالها يظهر الوسواس القهري، وكذلك الهلع والمخاوف والقلق النفسي العام، فإذا هنالك قلق كطاقة نفسية، وهنالك قلق مرضي يأتي كجزء من العمليات النفسية الأخرى كالوساوس والهلع والمخاوف كما ذكرنا.

أيها الفاضل الكريم: أنت كما تحسنت في المرة الأولى الآن -إن شاء الله- تتحسن أيضا، أنا أرى أن المشكلة المركزية ومع احترامي وتقديري لشخصك الكريم هي زيادة الوزن، زيادة الوزن تؤدي إلى الجاثوم، تؤدي إلى انقطاع التنفس، ويعرف أن 60% من الذين يعانون من السمنة ربما يكون لديهم عسر مزاجي وقلق وعدم ارتياح نفسي، فأرجو أن تجتهد في تخفيض وزنك.

و-الحمد لله- أنت صغير في السن وأمامك فرصة جيدة لتمارس الرياضة، ويا حبذا لو قابلت أخصائي تغذية ليضع لك البرامج المتعلقة بالسعرات الحرارية ونوعية الأطعمة التي يجب أن تتجنبها والتي يمكنك أن تتناولها، وتكون حريصا في أن تتجنب النوم النهاري، هذه -يا أخي- كلها أسس علاجية مهمة جدا، فيما يعتريك الآن من قلق توقعي وأفكار قلقية متداخلة، هذه -إن شاء الله- من خلال التجاهل ومن خلال أن تشغل نفسك بما هو أفضل، وما هو أحسن، وما هو أكثر قيمة تستطيع أن تتخلص منها.

أيضا التخلص من الفراغ، أنت طالب ولديك واجبات أكاديمية كثيرة، فأرجو أن تنظم وقتك بحيث أنك تستمتع بالحياة وتعيش حياة متوازنة، وتدرس، وتحرص على العبادات خاصة الصلاة في وقتها، تكون عضوا فعالا في أسرتك، فتنظيم الوقت يعتبر علاجا أساسيا جدا، لا بد أن تكثف تمارين الاسترخاء التي تمارسها الآن، هي تمارين جيدة جدا لكن في مثل حالتك تحتاج للتكثيف، يجب أن تتجنب تناول الأطعمة الدسمة ليلا، ويا حبذا لو كانت وجبة العشاء خفيفة وبسيطة جدا، الأفكار التي أسميتها ذهانية لا أراها وصلت لمرحلة الذهانية، هي مجرد شكوك ظنانية، لأنك مستبصر وتعرف أنها أفكار خاطئة، أما في حالة الذهان فصاحب الأفكار الاضطهادية الارتيابية لا يعترف و يرى أنها هي حقيقية وصحيحة، لذا نعتبره غير مستبصر، وفي هذه الحالة تكون بالفعل الأفكار ذهانية.

أنا أراك محتاجا لعلاج دوائي، وأعتقد هذه المرة لو تناولت دواء ولبيوترين والذي يسمى بيبربيون بجرعة 150 مليجرام في الصباح، هو دواء جيد للقلق والتوترات، كما أنه يساعد في تخفيف الوزن، ولبيوترين بجرعة 150 مليجرام في الصباح يضاف إليه عقار اريببرازول بجرعة 5 مليجرامات، الاريببرازول أيضا ممتاز لعلاج الشكوك، لعلاج التوترات المختلفة، وأيضا تميز بأنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، ولا يؤدي إلى زيادة في نسبة النوم أو الشعور بالتكاسل.

أخي الكريم: حاول دائما أن تحسن الظن بالناس، وكما ذكرت لك من المهم جدا أن تحسن إدارة وقتك، ومن المهم جدا أن يكون لديك تواصل اجتماعي فعال، هذه هي الأسس العلاجية الرئيسية.

وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات