زوجتي تنظر كثيرا للرجال وتبتسم لهم لجذب الانتباه، هل أطلقها؟

0 29

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب في الثلاثينيات، وزوجتي في أواخر العشرينات، الفرق بيننا 5 سنوات، ومتزوجان منذ 5 سنوات، لدينا ابنة في الثالثة من عمرها، كنت سعيدا بزواجي جدا قبل الإنجاب، ولكن بعدما أنجبت تغيرت زوجتي كثيرا، وأصبحت تناظر الرجال عندما نكون في الخارج من دون أي حياء، وعندما أواجهها تكذب وتقول لم أفعل شيئا.

أنا لا أريد أن أهدم البيت؛ لأني أخاف على ابنتي من التربية غير السوية، حيث أن زوجتي ضعيفة الشخصية جدا وأمها سوف تتولى أمر ابنتي.

حاولت كثيرا أن أقومها ولكن دون جدوى! ذات مرة رأيتها تبتسم لشخص وهو يبتسم لها، فواجهتها في نفس الوقت، وتخاصمنا فترة، وبعدها اعتدلت كثيرا ولكن دائما ما أراها ترجع وتناظر الرجال خلسة عندما أكون منشغلا مع ابنتي، لا أشعر بأمان معها، حيث أني كرهت كل ما فيها، وأصبحت لا أريدها.

هي تكذب للهرب من المسؤولية في كل شيء، ولا تريد أن تناقش أي مشكلة، وأحيانا تتهرب بالعصبية الزائدة في أي نقاش مثل أبيها، وأمها هي المتحكمة في البيت وكانت تريد أيضا أن تتحكم في بيتي ولكني منعتها عن ذلك.

لا أعرف ماذا أفعل معها، وهل هناك طريقة لإصلاحها لكي لا يهدم البيت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

أولا: نشكر لك -أيها الحبيب- تفهمك للمفاسد التي قد تترتب على الطلاق، كما نشكر لك حرصك على الحفاظ على أسرتك وتأمين مستقبل ابنتك بما يحفظها ويبعدها عن المفاسد والتربية السيئة، وهذا كله دليل على رجاحة في عقلك وحسن في دينك وإسلامك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وأن ييسر لك الأمر ويقدر لك الخير.

ونحن على ثقة -أيها الحبيب- من أن مثلك ممن يريد الخير للآخرين ويحرص على مصلحتهم، نحن على ثقة من أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع سعيك، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ونصيحتنا -أيها الحبيب- أن تسعى لإصلاح زوجتك وتصبر على ذلك وتحتسب أجرك عند الله تعالى وتأخذ بالأسباب التي توصلك إلى النتائج التي تريدها وتأملها، ونحن على ثقة -أيها الحبيب- من أنك إذا وضعت نصب عينيك طلب الثواب والأجر في محاولاتك لإصلاح زوجتك وتجنيبها الوقوع في معصية الله تعالى نحن على ثقة من أن هذا الفكر البعيد سيهون عليك هذه المهمة، ويعينك على أدائها -إن شاء الله- على أحسن الوجوه وأتمها، فزوجتك كما هي زوجتك وقريبة منك وتحتاج إلى إحسانك وخيرك هي أيضا مسلمة تحتاج من ينصحها ويؤمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر ويجنبها الوقوع في مساخط الله تعالى، فإذا تذكرت هذه الوظيفة -أيها الحبيب- هانت عليك وسهلت عليك -بإذن الله-.

فنصيحتنا لك أن تحاول الارتقاء بإيمان زوجتك بهدوء ولين ورفق، فإن الإيمان بالله تعالى وبلقائه وباليوم الآخر وبالجنة وبالنار كلما قويت هذه المعاني في نفس الإنسان وقوي الإيمان بها كلما جاهد نفسه ليبتعد عن الحرام، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الإيمان قيد الفتك"، أي هو الذي يقيد الإنسان عن الوقوع في الفتك بالإجرام والمعاصي، فهذه خطوة أولى وهي في غاية الأهمية، ربط قلب زوجتك بالله تعالى ومراقبته، فحاول أن تكون لكم في البيت مجالس لسماع المواعظ التي تثير هذه المعاني وتذكر بها، ويستحسن أن لا تكون بطريقة النصح المباشر منك لها، فكلما شعر الإنسان بأن النصيحة ليست موجهة له بخصوصه كان ذلك أدعى لقبوله لهذه النصيحة.

ومن الأدوات النافعة والأسباب المفيدة أيضا ربطها بالنساء الصالحات، والبيئة المستقيمة فإن الصاحب ساحب والمرء على دين خليله، والنساء بلا شك سيؤثرن فيها، وسيؤثرن في مستوى ديانتها وإيمانها، فحاول أن تربط علاقات أسرية بالأسر الصالحة المستقيمة، ثم بعد هذا كله ينبغي أن تستعين بالأقارب في نصحها وتوجيهها إن كان ذلم مناسبا ولا يفضحها، ونحن نظن -أيها الحبيب- أن زوجتك ما تزال قابلة للتوجيه والنصح والإرشاد، ولهذا هي تتأثر أحيانا ثم ترجع وتنتكس فلا ينبغي أن تيأس من إصلاحها.

نسأل الله تعالى أن يوفقك إلى كل خير، وأن يجري الخير على يديك، ويحفظ لك أسرتك ويقر عينك بها.

مواد ذات صلة

الاستشارات