أشعر بوسواس قهري وأنني السبب الرئيسي لموت الأشخاص.

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني منذ فترة من وسواس يجعلني أشعر أنني أتسبب بموت أشخاص غريبين، مثلا: عندما أمشي في الشارع، وتمر سيارة وأنا قريب منها أشعر أنني أخفت السائق، وتسببت في موته، أو مثلا عندما أقطع الشارع، وأمر من أمام سيارة أشعر أنني أخفت السائق بشكل مفاجئ، أو شيئا من هذا القبيل وقتلته.

وحتى عندما أسوق وأدق هرن أو بوق السيارة وأسمع صوتا أشعر أنني أخفت شخصا أو عدة أشخاص وقتلتهم، وهذا الشيء يضايقني جدا، فكرت فيه كثيرا وأتعبني جدا، مع أنني أفكر في بعض الأوقات أنه سخافة، ولكن يشغل بالي كثيرا، وأشعر أنني قاتل، وأن ربي سيحاسبني، ولا أريد أن أشعر هكذا وأعيش في هذا الخوف والقلق.

عمري 18 عاما، ما زلت صغيرا، أرجو المساعدة؛ لأنه بسبب هذا الموضوع أصبحت دائما ألتفت حولي وأنا خارج البيت لأتأكد بأن الذي قريب مني لم يحصل له شيء بسببي؛ لأني أخاف الله، ولا أريد أن أكون قاتلا، مع أن هذا الشيء يبدو سخيفا بعض الشيء، ولكن بعد ما فكرت فيه كثيرا وسماع بعض الأصوات في عقلي أصبح مقتنعا بعض الشيء أنني قتلت شخصا رغم أنني لا أريد أن أكون قاتلا.

أريد أن أعرف هل من أبسط المواقف يتوفى بعض الناس، أو أن من الصعب جدا يحدث ذلك؟ لأنه في الوقت الحالي أشعر بالذنب، وأشعر مثلا أن السائق الذي مشيت من أمامه يوم أمس أنه مات بسببي لأنني فاجأته وتسببت بسكتة قلبية له، أرجو الرد والمساعدة في أقرب وقت، والله يكتبها في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد، لا شك أن الذي تعاني منه هي وساوس قهرية، والوساوس القهرية في معظمها تكون محتوياتها إما ذات طابع ديني أو جنسي أو تميل إلى العنف كما هو في حالتك هذا أيها الفاضل الكريم وسواس سخيف وحقير، وعلاجه بسيط جدا تكون من خلال تطبيق بعض التطبيقات السلوكية، مع تناول أحد الأدوية المضادة للوساوس.

إن ذهبت وقابلت طبيبا نفسيا هذا سيكون أمرا جيدا ومفيدا، وأنت لا تحتاج لمتابعات كثيرة، أفضل العلاجات السلوكية هي التي تقوم على مبدأ تحقير الفكرة وعدم الخوض فيها، عدم تحليل هذه الأفكار أو حوارها، الاعتقاد الجازم والتام بسخفها، وأنها مجرد وساوس، وأريد أن أطمئنك أنه في مثل عمرك هذه الوساوس قد تظهر وبعد ذلك تختفي، لكن من الأفضل أن تواجهها سلوكيا.

أحد الوسائل السلوكية البسيطة تتمثل في أن تكتب هذه الوساوس في ورقة، وتبدأ بأضعفها وتنتهي بأشدها ثم تطبق ثلاث تمارين على كل فكرة وسواسية، التمرين الأول يسمى إيقاف الأفكار، تخاطب الفكرة وتتصورها مجسدة أمامك، خاطب الفكرة قائلا: قفي قفي أنت فكرة سخيفة، تكرر هذا لمدة دقيقتين أو حتى تحس بإجهاد.
التمرين الثاني: نسميه التنفير ومن خلال هذا التمرين تدخل على نفسك شيئا مخالفا للوسواس كإيقاع الألم بالنفس مثلا، إذا قمت بوضع الرباط المطاطي الذي يستعمل لربط الأوراق المالية إذا وضعته في يدك ثم قمت بجذبه وشده بقوة، ثم إطلاقه لتحس بالألم وتربط إيقاع الألم مع الفكرة الوسواسية، أي تستجلب الفكرة الوسواسية قليلا، ثم تقوم بالتطبيق العملي لهذا التمرين، أو يمكن أن تطبقه بصورة أخرى بأن تستجلب الفكرة ثم تقوم بالضرب على يدك على سطح صلب مثل سطح الطاولة مثلا، إيقاع الألم وربطه بالفكرة سوف يضعفها، أو يمكنك أن تقوم بشم رائحة كريهة مثلا وتربطها بالفكرة، هذا التمرين يكرر عشرين مرة متتالية.

أما التمرين الثالث: وهو ما نسميه الانصراف عن الفكرة، وذلك بأن تفكر بشيء أكثر فائدة وأكثر نفعا وأكثر جمالا، مثلا: تأمل في التنفس لديك، كيف أن الهواء يدخل في الرئتين وكيف أن الأوكسجين يتوزع على الجسم من خلال الدم، ووضع الرئتين، تتفكر في الإبداع الإلهي العظيم، وتقوم بعد ذلك بعد التنفس لديك لمدة دقيقتين، هذا تمرين جيد جدا، سوف يجعل الفكرة السامية تعلو على الفكرة الوسواسية.

هذه التمارين تحتاج إلى الجدية وأن تطبقها في مكان هادئ، والجلسة العلاجية يجب أن لا تقل عن نصف ساعة، وأنت تحتاج لحوالي 20 جلسة.

هنالك دواء ممتاز جدا يسمى فافرين، من أفضل الأدوية لعلاج مثل حالتك، جرعة الدواء هي أن تبدأ بـ 50 مليجرام ليلا لمدة 10 أيام، ثم تجعلها 100 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم 200 مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى 100 مليجرام ليلا لمدة شهر، و50 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين ثم 50 مليجرام ليلا يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم تتوقف عن تناول الفافرين، وتوجد أدوية أخرى مفيدة جدا وسليمة وغير إدمانية بجانب الفافرين.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات