قريبي يشعر بندم شديد بعد وفاة والده لعدم يقينه برضاه عليه!

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخبرني أحد معارفي عن مشكلة حصلت له وأريد أن أنقلها لكم، يقول عن والده إنه ذو خلق عظيم، ومروءة والتزام، إلا أنه كان عصبيا جدا، وفي صغره كان كثيرا ما يضربه، وعندما كبر الابن أراد أن يغير أباه حتى يعامله برفق، فأخذ يمازحه ويدخل معه في نقاشات، والتي دوما ما كانت تنتهي بغضب الوالد، وفي مرة من المرات طلب منه والده عمل شيء بسيط، فرد عليه ولده -أي قريبي هذا- إن شرب الشاي بدعة، فقال له والده إنه ولد عاق، وبعدها بأيام سافر الوالد إلى بلده للعيد، وترك ولده في المحل، وكان يتواصل معه بالواتس، ويسأله عن حاله وحال العمل بنبرة تنم عن رضاه، وقد توفي والده بعدها بأيام، أي بعد وصوله لبلده، لكن المشكلة أن قريبي هذا يشعر بتأنيب الضمير؛ لأنه كثيرا ما أغضب والده بسبب النقاشات ولم يطلب منه السماح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قمر الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

للوالدين حق عظيم في الإسلام، فقال الله: "وقضىٰ ربك ألا تعبدوٓا إلآ إياه وبٱلوٰلدين إحسٰنا ۚ إما يبلغن عندك ٱلكبر أحدهمآ أو كلاهما فلا تقل لهمآ أفۢ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما"، وقرن الشكر لهما بشكره سبحانه وتعالى بقوله: (أن ٱشۡكرۡ لي ولوٰلديۡك). وبالتالي فإن سخط الوالدين منطقة محظورة لدى الفرد المسلم، ينبغي عليه عدم الاقتراب منها.

أما قريبك بفعله مع والده، فكان يدخل في منطقة محظورة، فإن مات والده راضيا عنه كما يتوقع فلله الحمد بذلك، وإن كان يظن أنه غير راض عنه، فعساه يتوب من ذلك الذنب إلى الله سبحانه وتعالى ويستغفره مما حصل، ويكثر له في الصدقات الجارية أو التصدق عنه والاستغفار له، ففي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

لكن يفهم من سياق الكلام أن والده كان يتحدث معه ويظهر عليه الرضا، وهذا ما نرجوه، وإن كان بعض الأبناء يغضبون أحيانا من أبنائهم ولكن ليس معناه عدم رضاهم عنهم، فيجب على الولد القيام بما يرضي يوصل به الإحسان إلى والده وإلى أقرباء والده، وأن يبر أصدقائه، وإن كان له وصية شرعية فينفذها.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات