السؤال
السلام عليكم.
هذه الرسالة من أخت لي.
أنا فتاة عمري 33 سنة، لم يسبق لي الزواج، أعاني من وسواس الأمراض، وأدخل النت بكثرة مما سبب لي حالة مرضية وهي الخوف من أي عرض، والقراءة عن الأمراض، وأخشى من مرض السرطان، وأشعر بعدم التوازن، وخمول في الجسم، وارتجاف في اليدين، وقد نزل وزني.
ذهبت لطبيب باطنية، وأجرى لي تحاليل، وقال: كل شيء على ما يرام، ثم ذهبت لطبيب أعصاب، وقام بإجراء الفحوصات، وكانت النتائج جيدة، مع نقص في الحديد وفيتامين دال.
أعاني من صداع شديد، وأشعر بتنميل في الوجه والرأس، وحرارة في العين، وفقدان التركيز، والتعب من أقل مجهود، وأعاني من الأرق والخمول، ولا أشتهي الطعام، وأخاف وأقلق من أي شيء، وأفكر في الانتحار، ووالدي قاسي جدا معي ويضربني، أرجوكم أفيدوني.
رفع الله قدركم، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر الموقع، ونشكر لك أولا تواصلك معنا عبر الموقع بهذا السؤال، وثانيا على حرصك واهتمامك بصحة الأخت التي كتبت لك، نفع الله بك، مستشهدين بقوله تعالى:(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) فجزاك الله كل خير.
في سؤال هذه الشابة عدة قضايا، أولا: موضوع الوسواس القهري ورهاب المرض، ويبدو أن هذه الشابة شديدة الحساسية؛ فكلما قرأت عن مرض عن طريق النت أو الشبكة كلما زاد قلقها وتوترت وخافت من احتمال إصابتها بهذه الأمراض كالسرطان وغيره، وهكذا تدخل في دائرة معيبة من المزيد من الاطلاع والمزيد من الخوف، وهنا أنصحها عن طريقك أن تخفف أو تمتنع كليا عن القراءة عن الأمراض عبر الشبكة، هذا مصدر كبير لتوترها ورهابها، وأنصحها أيضا وخاصة أنها بدنيا وجسديا في صحة وعافية إلا نقص فيتامين (د)، فهذا منتشر عند الناس، وهو لا يفسر الأعراض التي تشكو منها، لذلك أنصحها أن لا تتردد في أخذ موعد مع الطبيب النفسي، إن وجد طبيب نفسي مسلم أو أخصائي نفسي مسلم في هولندا فنعم بها، وإن لا فيمكن لها أن تأخذ موعدا مع أي عيادة نفسية فالحياة غالية وعلينا بذل ما نستطيع للحفاظ عليها.
الموضوع الثاني: هو معاناتها من قسوة والدها الذي يضربها وهي في هذا العمر ثلاثة وثلاثون عاما -سبحان الله- أصلح الله والدها، هل عند هذه الشابة من تتحدث لها عن والدها ومعاملته السيئة لها، عسى أن يتدخل كوالدتها أو قريبة لها بحيث أنهم يمكن أن يتحدثوا مع والدها ليقف فورا عن هذه المعاملة السيئة.
وأخيرا أنت -أختي السائلة- التي كتبت لنا نشكرك مجددا على اهتمامك بها ورعايتك لهذه الشابة، وأرجو أن تستمري بالتواصل معها ورعايتها والتخفيف عنها، أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية، وكذلك لهذه الشابة.