رُفضت عند خطبتي لفتاة؛ لأني من الأرياف وهي من المدينة

0 34

السؤال

تعرفت على فتاة معي بالعمل وتكلمت معها لخطبتها، ووجدتها لا تمانع، ذهبت إلى أهلها في جلسة تعارف، ولكن تم رفضي لسبب أنني من الأرياف وهي من المدينة، ويرى أهلها أننا لن نتفاهم وسيحدث مشاكل بالسبب هذا، مع العلم أني على خلق وجميع من يعرفني حتى أهلها يشهدون لي بذلك، حاولت إقناعهم أننا نفس التفكير ومتقاربان في السن وغيره، وأن ابنتهم مرتاحة لهذه الخطبة بعد صلاة الاستخارة، ولكنهم رفضوا، وحجتهم أنها تمت خطبتها لشاب آخر من بلد أرياف ولم يحصل اتفاق بينهم، فما الحل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Esmail حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: اطمئن -أخي الكريم-، فكل شيء في هذه الدنيا يسير بقدر الله، ومن كتبها الله لك زوجة لن يستطيع أهل الأرض وإن اجتمعوا أن يسلبوها منك، ومن لم يقدرها الله لك فلن تتزوجها ولو بلغت قدرتك على ذلك ما بين السماء والأرض، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء).

ثانيا: أرجو أن تكون قد استخرت الله في تلك الخطوة، فإن كنت استخرت الله وصرفك عنها، فارض بالإشارة الغيبية، ولا تصر على ما تراه من عالمنا المادي، لعل من الخير ما يخبأه الله لك في عالم الغيب (المستقبل).

ثالثا: حاول أن تجلس مع والدها وتحلل الأمور بشكل منطقي وعقلي، واطلع على مخاوفه، لعله يكون محقا في رأيه، لا سيما وأن التكافؤ أمر مطلوب في الزواج، لا أقصد التكافؤ المادي فقط، بل التكافؤ في نمط المعيشة أيضا والأعراف، وبالتأكيد قد تحدث اختلافات، فإما أن تطمئنه بوضع حلول وضمانات لتلك الاختلافات، أو تنهي الأمر معه.

رابعا: حتى وإن لم تقدر لك تلك الفتاة، فانصرف عنها ولا تحاول فتح الحديث معها مرة أخرى، ولا تترك فرصة إلى خلق شوائب لك داخل قلبها، فتفسد عليها حياتها إن تزوجت غيرك، وقد قال الإمام الشافعي: (ففي الناس إبدال وفي الترك راحة)، في الترك راحة لك ولها، فأنصحك أخي بالابتعاد والصبر عن تلك العلاقة حتى يقضي الله بينكما أمرا، ولا تتأثر بمشاعر الفتاة حتى وإن فعلت ما فعلت من بذل المشاعر.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يسعدك في الدارين، وأن يقدر لنا ولك الخير، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات