السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا كنت قد راسلتكم منذ مدة، وكانت مشكلتي هي الوسواس من الموت المفاجئ، ومنذ عدة أشهر وأنا أحاول التغلب عليه بالتجاهل والأفكار الإيجابية، ولكن لم أنجح، علما أنني عانيت منه أيضا منذ عدة سنوات، وتغلبت عليه بدواء (سيرترالين) باستشارة الطبيب النفسي طبعا، وحين اختفت كل الأعراض أوقفت الدواء.
والآن ما يحصل معي هو أنني كما قلت عاد لي هذا الوسواس منذ عدة أشهر، ولكن الآن تطور بشكل كبير، فأصبحت أعاني من اضطراب الأنية وتحدث بشكل كبير عندما أقود السيارة، فحينها أشعر بدوخة قوية،
وأشعر كأني سيغمى علي وأضطر للوقوف مرارا على جانب الطريق، أو أمشي بشكل بطيء جدا، وعندما أعود إلى البيت أبقى لساعات، وأحيانا إلى اليوم التالي، أشعر بأنني في عالم آخر، وأن مشاعري كلها جامدة، وانعدام كلي للتركيز، وأحيانا حتى بعد الانتهاء من القيادة أبقى أشعر بدوخة، وانعدام للتوازن لساعات، وأنا أعلم أن مشكلتي هي نفسية فقط.
فقررت منذ يومين العودة إلى دواء (سيرترالين) باسم deprine 50 ملغ ولكن هذه المرة بدون استشارة الطبيب، فهل سيفيدني هذا الدواء في حالتي؟ علما أنني كنت أتناول (السيرترالين) باسم تجاري آخر وهو الزولوفت.
أرجو أن تنصحوني، وشكرا على جهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي أنا أتصور أنه بجانب الوساوس التي تعاني منها لديك بعض المخاوف أو ما نسميه برهاب الساحة، فأنت حين تخرج وتقود السيارة تأتيك هذه المشاعر غير المريحة، الشعور بالدوخة وكأنك سوف يغمى عليك، وما وصفته باضطراب الأنية، هذه أعراض جسدية ناتجة من المخاوف، وكثيرا ما ترتبط الوساوس بالمخاوف وكذلك القلق، فالأمر إن شاء الله في غاية البساطة أرجو أن تحقر هذه الأفكار، وأن لا تمتنع أبدا عن قيادة السيارة على العكس تماما، أريدك أن تواجه من خلال التعريض والتعريض يقصد به أن تعرض نفسك للمواقف التي تحس بها بالخوف أو عدم الارتياح ويعرف تماما أن الأفكار التي تأتيك والمشاعر التي تحسها لن تتحقق، لن يحدث لك أي شيء، لن تفقد السيطرة على قيادة السيارة ولن تحصل لك دوخة حقيقة هذا كله مجرد مشاعر، فإذا واجه واستمر على هذه الشاكلة.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فالسيرترالين دواء ممتاز وحتى الدبرين فهو منتج تجاري جيد جدا، لأن السيرترالين ليس بالدواء الجديد له فترة في الأسواق؛ لذا قد نجده تحت مسميات تجارية كثيرة جدا، طبعا أكثر الأسماء التجارية المعتمدة هي زوالفت ولسترال، لكن الصناعات الأخرى المتوفرة منه أيضا نعتبرها جيدة وممتازة جدا وقد يكون سعرها أرخص، فيا أخي الكريم استمر على الدواء وأنا أنصحك أن تبدأ بجرعة نصف حبة أي 25 مليجراما يوميا لمدة 10 أيام، ثم اجعلها 50 مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها 100 مليجرام يوميا وهذه هي الجرعة العلاجية الفعالة، علما بأن الجرعة القصوى هي 200 مليجرام في اليوم أي 4 حبات ولكن لا أعتقد أنك سوف تحتاج لهذه الجرعة القصوى، استمر على جرعة 100 مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك اجعل الجرعة 50 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة أي 25 مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقف عن تناول السيرترالين.
وأريدك أن تدعم السيرترالين بدواء آخر بسيط جدا يسمى ديناكسيت تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهر ثم توقف عنه، يتميز الديناكسيت بأنه سريع الفعالية ويمتص القلق والتوترات الداخلية، سوف يفيدك كثيرا، لأن فعالية السيرترالين قد تتطلب المضي على تناوله ثلاث إلى أربعة أسابيع على الأقل، أخي لا تنسى ممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، والفعالية الاجتماعية، والتطبيق بعض تمارين الاسترخاء، وأن تحرص على صلة الرحم، والتفاعل الأسري الإيجابي، وأن تحرص على الصلاة في وقتها كلها معينات عظيمة جدا للإنسان في العلاج، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.