السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كان عندي عدة استشارات سابقة؛ حيث كنت أعاني من اكتئاب أو وسواس، وقد تم وصف لي علاج اسمه التجاري (لوسترال أو زولفت) والاسم العلمي (سيرترالين 50)، ولكن لا يتوفر في بلدنا، وحصلت على بديل له اسمه التجاري (زولفيكس 50) والاسم العلمي (سيرترالين 50)، وبدأت باستخدامه كما وصف لي من قبلكم، وقد تحسنت كثيرا جدا عن السابق.
حيث كنت أعاني من مزاج سيء وقلق، وتفكير خاطئ، وكنت أعاني من ضعف الانتصاب بسبب التفكير، ولكن أثناء استخدام العلاج تحسن مزاجي، وتحسن الانتصاب عندي، وأصبحت أختلط بالآخرين أكثر طول فترة الاستخدام وعدم التفكير، ولكن بعد أن انقضت فترة استخدام العلاج بدأت حالتي تسوء، ومزاجي بدأ يعود كما سبق، وأيضا ضعف في الانتصاب، والتفكير الزائد.
علما أنني استخدمت العلاج كما وصف لي في أول استشارة، وعدت لاستخدام العلاج مرة أخرى، ولكن لم أعد أشعر بالتحسن، وقد توقفت عنه حاليا الآن.
أنا أعاني كثيرا من المزاج السيء؛ وذلك بسبب عدم القدرة على الإنجاب، وهذه هي مشكلتي الأولى، وأيضا المزاج السيء والقلق.
والآن أريد حلا لمشكلتي، أريد علاجا أو طريقة تجعلني أتخلص من الاكتئاب والوسواس نهائيا.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد..
أخي بعض الحالات تتسم بأنها قد ترجع إلى الإنسان مرة أخرى، فمن الحالات النفسية التي قد ترجع في بعض الأحيان الوسواس، الاكتئاب، القلق، التوتر، وأنا لا أحب أن أسمي هذه الحالات حالات انتكاسية، إنما هو نوع من الهفوات المرضية التي قد تتكرر وتحدث للإنسان، خاصة إذا كان الإنسان لم يغير من نمط حياته، العلاج الدوائي مفيد وجيد وممتاز جدا.
لكن كما تفضلت بعد أن يتوقف منه الإنسان قد تحدث هفوة أو انتكاسة؛ لذا نحن نوصي الناس دائما بأن يكونوا إيجابيين في تفكيرهم وفي أفعالهم وفي مشاعرهم، وهذه هي نصيحتي لك الآن يا أخي الكريم، حقر الخوف، حقر الوسواس، حقر حتى الاكتئاب، واسع دائما أن تكون مفيدا لنفسك ولغيرك هذه مهمة جدا، ويا أخي الكريم وجد أن ممارسة الرياضة والالتزام بالعبادات والقيام بالواجبات الاجتماعية من أهم الوسائل العلاجية في مجتمعنا، كل الأبحاث تشير أن الذين يمارسون الرياضة ويقومون بواجباتهم الاجتماعية، ويكون لحياتهم أهداف يعيشون في صحة نفسية إيجابية ممتازة، فيا أخي الكريم هذا هو الطريق الذي يجعلك تتخلص من الاكتئاب والوسواس نهائيا، نمط الحياة الإيجابي الذي يقوم على مبدأ أن الأفكار يجب أن تكون إيجابية والمشاعر إيجابية والأفعال إيجابية، وأن الإنسان يجب أن يكون نافعا لنفسه ولغيره هذه هي نصيحتي لك أيها الفاضل الكريم.
موضوع الإنجاب يا أخي الكريم اسأل الله تعالى أن يفرج عليك في هذا المقام، وحقيقة أنا قطعا أتعاطف معك في هذا الأمر، لكن أنت أدرى أن أمر الإنجاب ليس من الأشياء التي في يد الإنسان، تحاول المحاولات الطبية المعقولة، وبعد ذلك يجب أن تقتنع برأي الأطباء أخي الكريم، وإن كانت قسمتك أن تكون عقيما فهذه هي مشيئة الله تعالى، وإن شاء الله أنت تثاب على القبول والرضا لما قسمه الله تعالى لك.
بالنسبة للعلاج الدوائي أنا حقيقة أريد أن أنقلك إلى دواء آخر، دواء جيد وسهل الاستعمال هذا الدواء يسمى فلوفكسمين هذا هو اسمه العلمي وله عدة أسماء تجارية أهمها أو أكثرها شيوعا فافرين، تبدا في تناول بجرعة 50 مليجراما ليلا لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة 100 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها 200 مليجرام ليلا وهذه هي الجرعة العلاجية المفيدة في حالتك لعلاج الاكتئاب والوسواس على وجه الخصوص، استمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر ثم خفض الجرعة اجعلها 100 مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها 50 مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم اجعلها 50 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهرا ثم توقف عن تناول الدواء، يتميز الفافرين أو الفلوفكسمين بسلامته وفعاليته وإن شاء الله تعالى يفيدك كثيرا مع التطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.