السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,
د.محمد عبد العليم المحترم.
تحية طيبة وبعد:
أحب أن أشكر موقع إسلام ويب والقائمين عليه، وأسلوبكم الذي يشرح الصدر، وأسأل الله أن يرفع قدركم ويكتب لكم الأجر، لما تقدمونه من استشارات.
لدي استشارتان من قبل برقم (2472851) و (2479392)، الحمد والشكر لله، انتهيت من الكورس الخاص بالعلاج، والذي استمر لمدة 7 أشهر، على جرعة يومية 50mg من دواء لوسترال، ومن ثم أصبحت الجرعة 25mg لمدة شهر، ومن ثم يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، وقمت بإيقاف الدواء بداية عيد الأضحى.
الحمد والشكر لله، عادت حياتي كما كانت من قبل (على جميع المستويات)، وأود أن أنصح كل من يعاني من القلق والإكتئاب وما أكثره في هذه الأيام، التوجه إلى الله، والأخذ بالأسباب، واستشارة الأطباء، والشافي والمعافي هو الله سبحانه وتعالى، ففي الحديث: (لكل داء دواء، فإذا أصبت دواء الداء برأ بإذن الله).
أود أن أستفسر منك دكتور محمد، بعد الإنقطاع بفترة ال 10 أيام ، أصبحت أشعر بآلام في الرأس كما في السابق، ولكن بوتيرة منخفضة جدا عن السابق، مصاحبة ببعض الحالات التي كنت أشعر بها قبل استخدام الدواء، كالشعور بالدوخة اليسيرة، مع الإحساس بشعور الخوف ضمن القلب والمعدة، مع انخفاض بسيط في الطاقة وليس في الشغف، ولكن كما تعلم لم تعد هذه الأمور غريبة علي، وأقوم بتجاهلها، إلى أن يأذن الله لي في الشفاء.
سؤالي، هل هذه الأمور طبيعية أم هنالك شيء يجب أن أفعله؟
وشكرا لكم وللقائمين على هذا الموقع.
مع تمنياتي بالشفاء العاجل لجميع المرضى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mustafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا، يا أخي، على كلماتك الطيبة، وأحييك وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي، المشاعر التي تحس بها الآن من شعور بالدوخة البسيطة والشعور بالخوف البسيط والشعور بألم الرأس، هذه يا أخي حقيقة يمكن أن تفسر من خلال ما نسميه الأثر الانسحابي النفسي، بمعنى أن الإنسان تناول الدواء وقد استفاد من هذا الدواء فقطعا حين يتوقف الإنسان عنه يأتيه شيء من القلق التوقعي، ويكون هنالك تخوف أن الأعراض سترجع، وهذا الأثر النفسي يفسر هذه الأعراض.
هنالك طبعا ما يعرف أيضا بالأثر الانسحابي الدوائي الفسيولوجي يعني الدواء نفسه انقطاعه يؤدي إلى أعراض، لكن في حالتك لا أعتقد أن هذا العامل عامل مهم، لأنك قد توقفت بتدرج من تناول الزوالفت، وأصلا الجرعة كانت صغيرة فأنت كنت تتناول 50 مليجراما يوميا، وجرعة الزوالفت هي حتى 200 مليجرام في اليوم.
أنا أعتقد أن الأثر أثر نفسي أكثر مما هو أثر فسيولوجي أو عضوي، لذا أنا أعتبر أن هذا الأمر طبيعي جدا، ولا أريدك يا أخي أبدا أن تعيش تحت القلق التوقعي، لأن القلق التوقعي إشكالية الإنسان يراقب نفسه بصورة لصيقة جدا، كأنه منتظر الأعراض لتعود ويتحسسها.
أرجو أن تتجاهل هذه الأعراض، وأرجو أن تكثف نمط حياتك الإيجابي مهم جدا، تمارين الاسترخاء، التمارين الرياضية، التواصل الاجتماعي، حسن إدارة الوقت، وكما تفضلت يا أخي الالتزام بالعبادات في وقتها، هذه يا أخي من الوسائل العلاجية المهمة جدا.
الآن الحديث عن نمط الحياة الإيجابي أصبح أمرا جوهريا ومركزيا في أن يحتفظ الإنسان بصحة نفسية إيجابية، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.