السؤال
السلام عليكم.
خسرت كل مالي، وأعيش بلا سكن، وأهرب من الديون، انظلمت ظلما لا يقوى عليه أحد، حتى أنني أعتبر الانتحار رفاهية لي؛ لأنني لا أستطيع أن أقوم به بسبب ابنتي وزوجتي، فكيف أتركهم؟
أكتب إليكم وأنا أموت من الألم، فلا أحد يعلم بهمي، فأنا أتمالك نفسي أمام جميع الخلق حتى لا يعلموا بمصيبتي، حتى زوجتي لا تعلم عني شيئا، أتمنى أن لا تقولوا لي اصبر، فأنا متعلم وعندي مواهب علمية في مجال الحسابات، ولكن لا أحد يقف بجانبي، أتمنى أن يتواصل معي أهل الخير في السر ويقضوا عني ديوني، ويدفعوا لي إيجار الشقة؛ لأنني ليس معي إيجار الشهر القادم، أخاطبكم وأنا في أشد الوجع، ارحموا عزيز قوما ذل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أيها الأخ الفاضل في الموقع، ونسأل الله أن سهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يجعلنا وإياك ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر، لا شك أن الدين هم بالليل وغم بالليل وبالنهار، ونعوذ بالله من غلبة الدين وقهر الرجال، نسأل الله أن يسهل أمرك وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على هذا الذي أنت فيه.
أنصحك أولا بكثرة الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ثانيا: الإكثار من الاستغفار والصلاة والسلام على نبينا المختار، فإن في ذلك ذهاب الهموم والغموم، ونسألك أيضا بأن تحرص دائما على أن تعرض ما عندك ولو على صديق حميم، وليس من الضروري أن يكون ممن حولك ولكن من تتوسم فيهم الخير، فإن الناس لا يمكن أن يعرفوا الذي يحدث لك إلا إذا بينت لهم، إذا كنت لا تريد أن تخبر الزوجة ومن حولك فلا مانع من أن تخبر ولو أصدقاء الدراسة القدامى أو من تتوسم فيهم الخير أو تعرض هذا الأمر على داعية أو إنسان يستطيع أن يدلك على من يمكن أن يساعدوك في بيئتك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد.
واعلم أن الإنسان ينبغي أن يتسلح بالصبر ويبذل الأسباب ويستعين بالله تبارك وتعالى، ونحذرك من التفكير السلبي، واعلم أن هذه الحياة لا تخلوا من الصعوبات لكن أيضا الإنسان ينبغي أن ييقن أن مع العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرين، فثق بالله تبارك وتعالى واجتهد في حسن إدارة هذه الأزمة، وإذا كنت ولله الحمد مؤهلا كما تقول في مجال الحسابات فأرجو أن تسعى.
نسأل الله أن يسهل لك أمر الوظيفة الجديدة وتستطيع أن تعوض بها عن هذا الإشكال الذي حصل معك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.