السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على جهودكم المبذولة بهذا الموقع.
أعاني من التهاب المعدة وارتجاع المريء وقولون عصبي منشأه نفسي، أتناول أدوية للمعدة والارتجاع المريئي، لكن مشكلتي بالقولون، ذهبت لطبيب نفسي فوصف لي دواء السيرترالين 50 كل يوم نصف حبة لمدة عشرة أيام، واستمررت في تناول العلاج لمدة أربعة أيام، ولكن ظهرت أعراض جانبية غير متوقعة وشديدة، من حرارة في الأعصاب تلسع كالنار، مع زيادة التعب النفسي والجسدي، وانعدام الشهية للطعام، فتوقفت عن الدواء.
وذهبت لطبيب آخر، فوصف لي السيبرالكس 10 أخذت منه نصف حبة، فظهرت نفس أعراض السيرترالين، فتوقفت عن الدواء، وانتظرت عشرة أيام بعد أن خفت الأعراض قليلا، وذهبت إلى طبيب آخر، فقال ابتعد عن أدوية مثبطات إعادة امتصاص السيرتونين الانتقائية، ووصف لي الانافرانيل 25، فظهرت نفس أعراض الأدوية السابقة، حرارة في الأعصاب ورعشة في الجسم وانقطاع الشهية عن الطعام وصعوبة بلع، فما هي الأسباب؟
علما أني تناولت الانافرانيل أربعة أيام، وفي اليوم الرابع حصل اضطراب بكامل الجسم وتعبت كثيرا وتسارعت ضربات قلبي، ونقلت إلى الطوارىء، فعملوا تخطيط القلب وصورة للصدر وتحليل الدم، وكانت كلها سليمة، وقالوا أن ما حصل هو من الأعراض الجانبية للدواء، فهل هذا صحيح؟ وبنفس اليوم رجعت للطبيب وشرحت له ما حدث، فقال: أكمل دواء الانافرانيل، قلت له الأعراض الجانبية شديدة، قال: أكمل الدواء، فهو يحتاج أقل شيء عشرة أيام ليظهر مفعوله، ووصف لي معه الديرال 40، أخذت منه نصف حبة صباحا، سبب لي ضيق التنفس مع سعال، مع أني غير مصاب بربو، ولكني مدخن، وأتناول دواء الدوجماتيل 200.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أولا يا أخي: من ناحية تشخيص حالتك فاضطرابات الجهاز الهضمي من التهابات المعدة وارتجاع المريء والقولون العصبي كثيرا ما تكون مرتبطة بالقلق النفسي، لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توترات عضلية وأكثر عضلات الجسد تأثرا هي عضلات الجهاز الهضمي، وهذه الحالات نحب أن نسميها نفسوجسدية هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: بالنسبة لمضادات الاكتئاب في معظمها قد تسبب نوعا من القلق والتوتر لبعض الناس أو أقلية من الناس، خاصة عند بداية استعمال هذه الأدوية، وبالاستمرار في هذه الأدوية تقل الأعراض الجانبية وفي خلال 10 أيام إلى أسبوعين تختفي تماما، خاصة إذا كانت البداية كان بتناول جرعات صغيرة وليس جرعات كبيرة.
أخي الكريم: فيما يتعلق بالعلاج الدوائي أنا أنصحك بالآتي: الدوجماتيل دواء ممتاز ودواء رائع جدا لعلاج الأعراض النفسوجسدية، لكن أنا أريدك أن تأخذه بجرعة 50 مليجراما صباحا و50 مليجراما مساء، هذا أفضل، جرعة 200 مليجرام جرعة كبيرة ولا داع لها؛ لأنها قد تؤدي إلى زيادة كبيرة في هرمون الحليب.
ثانيا: الدوجماتيل يتميز بأنه يتحكم تماما في أعراض القلق التي قد تنشأ من تناول دواء مثل السيرترالين أو السيبرالكس أو الانفرانيل، فهو ذو فائدة عظيمة جدا، إذا تكون الخطة العلاجية هي أن تتناول الدوجماتيل صباحا ومساء بجرعة 50 مليجراما، وبعد 10 أيام تبدأ في تناول السيبرالكس أعتقد أنه هو الأفضل بين الأدوية الثلاثة التي جربتها؛ لأنه دواء لطيف، دواء فاعل وليس له آثار جانبية كثيرة، وليس له تفاعلات سلبية كثيرة مع الأدوية الأخرى، تتناول السيبرالكس بجرعة 5 مليجرامات لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك تجعل الجرعة 10 مليجرامات يوميا وتستمر عليها لمدة 6 أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك تخفضها إلى 5 مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم 5 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول السيبرالكس.
أما بالنسبة للدوجماتيل فتتناوله بجرعة 50 مليجراما صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم 50 مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم 50 مليجراما يوما بعد يوم في الصباح لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هذه -يا أخي- هي الوصفة العلاجية السليمة والتي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
بعد ذلك يجب أن تجعل نمط حياتك نمطا إيجابيا؛ لأن الأعراض النفسوجسدية تحتاج إلى أن يكون الإنسان إيجابيا في تفكيره وفي مشاعره وأفعاله، ومن الضروري جدا أن تحسن إدارة وقتك، وأن تتجنب السهر، وطبعا التدخين ضرره بليغ جدا خاصة في حالتك، ويجب أن تمارس الرياضة خاصة رياضة المشي أو الجري، كما أن تمارين الاسترخاء مهمة بالنسبة لك، وبالنسبة لتمارين الاسترخاء توجد استشارة رقمها 2136015، أعدتها إسلام ويب يمكنك الاطلاع عليها والاستفادة من التوجيهات والتعليمات والإرشادات الموجودة بها، أو يمكنك أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب والتي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، كما أن الأخصائي النفسي يمكنه أن يدربك عليها، طبعا الاهتمام بالعمل، بالتواصل الاجتماعي، بالأسرة وشؤونها، القراءة والاطلاع، الحرص على العبادات خاصة الصلاة في وقتها كلها إضافات علاجية ممتازة جدا.
وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، بارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.