السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 35 سنة، وأحببت فتاة وهي في 35 سنة، وأريد الزواج منها، ولقد استخرت الله تعالى أن يجمعنا، وأن أسكن لها وتسكن لي.
مشكلتي هي أنني أعاني من انعدام في الحيوانات المنوية، وقد أخبرني الأطباء بأنه لا أمل لدي دون التدخل واستخراجها جراحيا، وهذا أيضا نسبة النجاح 50%، ومرضي هذا وراثة؛ حيث أن اثنين من إخواني قد مروا بنفس التجربة، وتم التدخل جراحيا وقد أنعم الله عليهما بالذرية، إخواني قد تزوجوا في سن صغيرة، وأنا لم أتزوج إلى اليوم، وقد أخبرني الأطباء أن للعمر تأثير في النتيجة.
أنا وهي مؤمنان بقضاء الله وقدره ورحمته، وهي على دراية وعلم بكامل حالتي، نعم الأقدار بيد الله، ولكني أعمل بالأسباب! وهذه الفتاة مرت بمراحل صعبة في حياتها، حتى أختها مرت بنفس مرضي، وحرمت من الأطفال لمدة 19 سنة، ولكن في النهاية رحمت الله سبقت قدرته وقد أنعم الله على أختها بثلاثة توائم مرة واحدة!
أنا أخاف أن أظلمها وأحرمها من نعمة الأمومة، وأجعلها تمر بنفس المرحلة مرة أخرى، وفي نفس الوقت أريد الارتباط بها، أفيدوني أفادكم الله.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخبرت في استشارتك أن ليست لديك حيوانات منوية في تحاليل السائل المنوي!
أفهم أن ذلك التقرير تم بعد أن عملت عدة تحاليل للسائل المنوي، وأيضا عملت عينة من الخصية، واتضح أن ليس هناك حيوانات منوية، ولكن هناك خلايا منوية بإمكانها أن تنتج حيوانات منوية بعد التعامل المعملي معها، كما تم مع أخويك، هذا ما فهمته، فإذا كان الأمر كذلك، فقد قدر الله وما شاء فعل، وليس أمامك سوى هذه الوسيلة التي سخرها الله، والتي اتبعها أخويك.
هذه أمور وراثية قدرها الله سبحانه وتعالى ولا راد لقضائه، وما دمتما أنت وزوجة المستقبل متفهمان الوضع وراضيان بقضاء الله وقدره، فتوكلا على الله وارتبطا برباط الزواج، فلماذا تحرما نفسيكما من متعة المشاركة الزوجية وبناء حياة أسرية سعيدة متفهمة، وداخلة هذه التجربة على بصيرة وتفهم، من يدري فقد يتفضل عليكما رب العزة ويرزقكما الذرية الصالحة بأية وسيلة كانت.
نصيحتي أن لا تخسرا من وقتكما أكثر من ذلك، إذا كنت متقينا من أن خطيبتك عندها اقتناع بما هي مقدمة عليه،
وأنت تريد أن تعيش حياتك بما قسم الله لك، فهذا هو منتهى الأمل والسعادة.
بارك لكما الله فيما أنتما مقدمان عليه، آمين يارب العالمين، يحفظكما الله من كل سوء.