السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت عن فتاة بجوار الصالونات لأنني على مشارف التفكير بالحرام، وأبحث منذ 3 سنوات، وأريد أن أعف نفسي بأسرع وقت.
وجدت فتاة من أسرة عن طريق أختي، تكاد تكون تحت خط الفقر، تقبلتني وتقبلتها وأردت خطبتها.
أعلمت أمي وأهلي بأنني أرغب بخطبتها، قالت والدتي يجب أن أراها أولا، فقلت لها أريد الاتفاق بنفس اليوم، وبالفعل ذهبنا مع وأمي وخالي وزوجته للاتفاق وقراءة الفاتحة، ولكن أمي في وقت الاتفاق كانت منزعجة لأنني أخذت المطبخ عنهم والتلفاز، وقالت لي ما دمت أنك متفق من قبل، لماذا جئت بنا، ومنذ ذلك الحين لا تريد الكلام معي، وترفض البنت وأهلها، ولا أعلم هل هذا سبب الرفض أم لا؟
وبعدها بيومين بدأنا بتجهيز الشبكة، ولم أقصد إحضارها بنفس اليوم، لأني لا أملك قيمتها بالنقد، وعندما وجدت لدى المكان إمكانية الدفع بالفيزا دفعتها وأخذت الشبكة، وبعدها أمي رفضت الحضور معي الخطوبة، وقالت أنها تبرأت مني، ولا أعرف ماذا أفعل.
هل أترك البنت لإرضاء والدتي، أم أتزوجها وتعاملها بالحسنى وأترك الأمر لله؟ نفذت طاقتي وأريد النكاح بأسرع وقت.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hesham -حفظه الله-.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يعفك بالحلال عن الحرام، ويرزقك الزوجة الصالحة التي تسكن إليها نفسك، وتقر بها عينك، وقد أصبت كل الإصابة -أيها الحبيب- حين سعيت في أمر الزواج لتعف نفسك، واعلم أن الله سبحانه وتعالى سيتولى عونك إذا كنت تقصد بالزواج تحصيل العفة بالحلال عن الحرام، فقد قال الرسول -صل الله عليه وسلم-: "ثلاثة حقا على الله عونهم ومنهم ناكح يريد العفاف"، فبذل وسعك لتتزوج، وسييسر لك الله تعالى كل الأمور.
وبخصوص ما جرى من رفض أمك لهذه الفتاة فنصيحتنا لك أن تحاول أولا إقناع والدتك باستعمال كل الوسائل المؤثرة عليها ولو بالاستعانة ببعض الأقارب الذين لهم كلمة مسموعة عندها، ولا نظن أن الأمر يعسر جدا إلى درجة أنها ترفض زواجك من هذه الفتاة كليا بسبب بعض الإجراءات التي لم تستشرها فيه، فنصيحتنا لك أن تبالغ في استرضاء أمك ومحاولة التأثير عليها بالكلمة الطيبة، والاعتذار عما سبق، ونحو ذلك من الكلام الذي تسترضيها به، ونظن -إن شاء الله- أن ترضى وتتم لك الأمور على ما تحب، فإن أصرت على رفض زواجك من هذه الفتاة بخصوصها فابحث عن غيرها، لترضي أمك وتحصل مقصودك أنت من الزواج بفتاة أخرى، ما دام لا مضرة عليك من أن تتحول إلى فتاة أخرى.
العلماء يقولون إذا منع أحد الوالدين ولده من الزواج بشخص معين فإنه تلزم طاعته، ما دام ذلك ليس فيه مشقة على الولد، فنصيحتنا لك أنك إذا عجزت عن إقناع أمك بالموافقة وأصرت على ترك هذه الفتاة أن تبحث عن فتاة أخرى لتبني أسرتك من أول الأمر على الوفاق، واستخر الله سبحانه وتعالى واسأله أن يقدر لك الخير.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.