السؤال
أعجبت بزميل لي في الكلية فراسلته وأخبرته أني معجبة به، وظللنا نتكلم محادثات بيننا لمدة 3 أشهر، لم نتحدث في أي أمور سيئة بل كانت محادثاتنا عادية، ولكنه بالأمس أخبرني أنه حبيبي، الأمر ضايقني؛ لأنه ليس كذلك، فأنا لا أحبه، كنت معجبة به، ولكن الإعجاب ذهب، وأنا الآن نادمة جدا، وأشعر أني تسرعت وارتكبت خطأ كبيرا، لم أعد معجبة بالشاب، فقد كان إعجابا مؤقتا، الآن أنا أود أن أقطع علاقتي به، ولكن لا أعلم كيف! أنا طوال عمري لم أفعل هذا أبدا، لكن الشيطان تغلب علي، والآن أريد التوبة، كيف أقطع علاقتي به؟ لأني أنا من راسلته في البداية، أرجوك أن تجيبني، أنا غير مرتاحة هكذا، كيف أقطع علاقتي به باحترام.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ روناء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأصل في التواصل بين الجنسين أن يكون لمصلحة أو حاجة، مع مراعاة الضوابط الشرعية، كعدم الخضوع بالقول وأمن الفتنة وعدم الخلوة، وقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر).
أما ما قاله الشاب لك، فتلك نتيجة طبيعية لعلاقة بين أي رجل وامرأة، الأمر يبدأ بنظرة ثم بسمة ثم استلطاف ثم تعارف ثم مزاح وتعارف ثم بدء علاقة عاطفية، الأمر الذي إن لم ينته بزواج أو خطبة يصبح كارثة! وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "لم ير للمتحابين مثل النكاح".
وقبل النصيحة بترك ذلك الشاب وقطع العلاقة معه، أود لفت نظرك -أختنا الكريمة-، بأن ما حدث يتنافى مع خلق الحياء الذي هو رأس مال المرأة، والذي يجعلها ثمينة في أعين الرجال حين الخطبة، أما بدء المرأة لمراسلة الشاب أو الرجل فهذا يقلل من جاذبيتها وينقص من رصيد حيائها؛ لأن الرجل بفطرته يميل وذكورته إلى بدء العلاقة لا أن تأتي له على طبق من ذهب!
ونصيحتي لك هي قطع العلاقة فورا مع ذلك الشاب، لا سيما وأنك لم تجدي تجاهه قبولا عاطفيا، فصارحيه أن تلك العلاقة شرعا لا تجوز، وأنك تشعرين بتأنيب الضمير في محادثتكما لبعضكما البعض، وأنك لا تشعرين تجاهه بأي مشاعر عاطفية، وهذا أدعى أن يزرع الصد في قلبه تجاهك، وهو المطلوب.
ويجب عليك قطع كل وسائل الاتصال به وحذف المحادثات، كي لا تحن النفس للرجوع إلى المعصية، وذلك من شروط التوبة (وهي قطع السبل الموصلة للمعصية).
وبالله التوفيق.