السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أسكن في ألمانيا مع عائلتي منذ 9 سنوات، في ألمانيا مع الأسف كنت أحب حياتهم التي هي عبارة عن كذب، ولكني لم أعشها وذلك بفضل والدي -الحمد لله-، فنحن عائلة ملتزمة، منذ فترة تعرفت على بنت من بلدي بعمري، كانت مسلمة بالاسم فقط؛ لأن والدها لا يحب الصحابة، ويتكلم عنهم ويقول الأكاذيب على النبي، ومع ذلك استمررت مع هذه البنت وأقنعتها بالإسلام بفضل الله.
عندما أردت أن أتزوج البنت وأهلي يعلمون بذلك الأمر، رفضوا وقالوا: أنني صغير على الزواج، ولكن أنا -والحمد لله- أدرس وأشتغل، لا يوجد أحد ينقصه شيء من ناحية المال، ومع ذلك رفضوا والسبب فقط هو في عمري.
أنا أحب هذه الفتاة وأريدها أن تكون زوجة لي، وأن تحافظ على إسلامها، هذا أكثر ما أريده في هذه البنت، وأهلي يرفضون أهلها، ولكن أنا لا أعلم ما ذنب البنت إذا كان أهلها هكذا؟ أرجو أن تفتوني لأنني في ضيق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يعفك بالحلال عن الحرام وييسر لك أسباب الزواج.
وثانيا: نشكر لك أيها الولد الكريم حرصك على إعفاف نفسك والسعي في ذلك ونحن على ثقة من أن الله سبحانه وتعالى سيتولى عونك، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة حقا على الله عونهم ومنهم ناكحا يريد العفاف"، وما ذكرته أيها الحبيب من رفض أهلك للزواج إن كنت تقصد به أنهم يرفضون تزوجك من هذه الفتاة أو من غيرها بسبب عمرك مع أنك في حقيقة الأمر قادر على تحمل أعباء الزواج المادية وقادر على الإنفاق على نفسك وعلى زوجتك، فإن هذا الرفض غير مبرر شرعا ولا يلزمك أن تطيعهم فيه.
ولكن مع ذلك حاول أن تتلطف بهم وأن تقنعهم بالأسلوب الحسن وأن تستعمل كل وسيلة يمكنك استعمالها لإقناعهم مثل، الاستعانة بمن له كلمة مسموعة لديهم، ومن يوضح لهم ويبين لهم بل ويذكرهم بما يتعرض له الشاب المسلم من فتن كثيرة تدعوه للمسارعة بالزواج مع إرشاد النبي -صلى الله عليه وسلم- الشباب إلى ذلك، فتذكير الأهل بهذه المعاني بأسلوب رفيق لين من شأنه أن يقنعهم بأهمية الزواج بالنسبة لك، ونظن أنهم لن يعارضوا ما دمت قادرا عليه.
أما إذا كان المقصود أنهم يمنعونك من الزواج بهذه الفتاة بخصوصها ولا يمانعون من أن تتزوج بامرأة أخرى فنصيحتنا لك أن تعمل بقولهم، وأن تبحث عن فتاة أخرى تجتمع حولها كلمتك أنت مع كلمتهم، فبناء الأسرة التي يتفق الجميع على قبول أفرادها خيرا لك من أن تعيش بعد ذلك أنواعا من المنغصات والتنافر بين من تتزوجها وبين والديك وأسرتك الكبيرة.
هذا مع أن كثيرا من الفقهاء يصرح بأنه يجب على الإنسان أن يطيع والديه إذا منعوه من الزواج بامرأة معينة، لأن في تحقيق ما يقصده ويريده في غيرها كثير، وهذا هو الظن أيها الحبيب، وهذه الفتاة إن استطعت أن تقنع أهلك بقبولها وموافقتك على الزواج بها باستعمال ما يمكن إقناعهم به فذاك، والحمد لله، وإن لم تتمكن من ذلك فاعلم أن الخير فيما يختاره الله تعالى لك، ولعلك تحرص على الزواج بها ويعلم الله تعالى أن الخير لك في أن تنصرف عنها، فيقدر لك أن تتزوج بأخرى فجاهد نفسك وأحكم مشاعرك وحاول أن توجه قلبك في الاتجاه الصحيح، فالله تعالى يقول (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، نسأل الله تعالى أن يرشدك لأحسن أمرك وأفضله، وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.