السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب متزوج، وزوجتي تعاني من مس عاشق مسلم، ذهبت بها إلى القراء أكثر من مرة بدون فائدة، يعاهد ويخرج ثم يرجع، حتى يأست من هذه الحالة، أتشاجر معها من أبسط الأشياء، حتى أثناء الجماع لا تشعر بأية لذة، فماذا أفعل؟ مع أنها تصلي كل الصلوات حتى صلاة الضحى وتقرأ القرآن، أرجو منكم المساعدة.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى باسمه الأعظم أن يشفي زوجتك، وأن يخلصها من هذا المكروه.
وقد أحسنت أيها الحبيب حين صبرت وسعيت في مداوة زوجتك، وأنت بهذا تفعل خيرا كثيرا لا يضيعه الله تعالى، فإن الله سبحانه وتعالى إذا كان يؤجرك على اللقمة التي تضعها في فم امرأتك فكيف بما هو أكبر من ذلك وأعظم، فكل شيء تنفقه في سبيل مداوة زوجتك سواء كان من النفقات المادية أو نفقة الجهد والوقت وتحمل الأعباء كل هذا مدخر لك محفوظ عند الله، وستأتي اللحظة واليوم الذي ترى فيه ثمرة عملك وأجر صبرك وحينها ستحمد وتشكر هذا السلوك الذي سلكته في حياتك.
نوصيك -أيها الحبيب-: بأن تواصل ما بدأت وتصبر على زوجتك، ولا تيأس من شفائها وذهاب المكروه عنها، فإن الله سبحانه وتعالى يبتلي الإنسان المسلم بالبلاء من المرض وغيره يمتحن صبره وتفويضه أموره إلى الله تعالى، ويقدر بعد هذا الابتلاء والامتحان رفع هذا البلاء وزوال هذا الامتحان، وقد يطول وقت هذا البلاء وقد يقصر بحسب حكمة الله تعالى، والله تعالى حكيم رحيم، لا يفعل الأشياء عبثا بل يقدر كل شيء بحكمة بالغة، ولعل ابتلاءك أنت أيضا بما حصل لزوجتك هو شيء من هذا القبيل، اختبار وتأهيل يعدك الله تعالى به لخيرات كثيرة أنت لا تشعر بها، فقد قال الله في كتابه الكريم (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
ووقوفك -أيها الحبيب- بجانب زوجتك في مثل هذه الأحوال وإعانتها والصبر عليها للتخلص مما هي فيه هذه الأعمال في مثل هذه المواقف أعمال يشكرها كل صاحب خلق كريم، ويقدرها كل إنسان سوي، فكيف بخالق الخلق والمحسن إليهم بكل نعمة، والقائل سبحانه وتعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
واصل -أيها الحبيب- صبرك على زوجتك واستعن بالله ولا تعجز، وخذوا بالأسباب، ولا تيأسوا من روح الله تعالى ورحمته، والسبيل هو المداومة على الرقية الشرعية، ولا بأس بالاستعانة بمن يحسن هذه الرقية من الصلحاء، والصادقين، حتى يأذن الله سبحانه وتعالى بالفرج.
نسأل الله تعالى أن ييسر لكم الخير، وأن يقدره لكم، ويصرف عنكم كل مكروه.