السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من نصائح وإرشادات للناس.
أنا أعاني من فوبيا من الأماكن البعيدة أو السفر بمفردي، وعندي خوف وقلق واكتئاب، والخوف والضيق عندما أذهب للسوق، أشعر كأني سأموت في تلك اللحظة.
ذهبت للطبيب ووصف لي سبراليكس 10 ملغ، ثم بعدما رفع الجرعة إلى 20 ملغ، فشعرت ببعض التحسن لكن بمجرد أن أسمع خبر الموت أو أن أغضب ترجع لي نفس الأعراض، ثم استمريت على نفس الدواء 20 ملغ، بل زادت الأعراض! صرت حبيس البيت، ثم بعد ذلك قمت بخفض جرعة سبراليكس من 20 إلى 10 ملغ، شعرت بتحسن أفضل من قبل ففكرت أن أقوم بخفض الجرعة وأجعلها 5 ملغ.
والله أنا في حيرة من أمري رغم أني استعملت الدواء لفترة طويلة أكثر من 6 سنوات، كلما رفعت في الجرعة والأعراض تزيد، لا أدري هل استخدام سبراليكس بجرعة 20 ملغ لمدة طويلة يزيد في القلق النفسي والخوف؟ وهل يمكن لي استبداله بدواء آخر؟
أرجو منكم نصحي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو جنات حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: لديك قلق مخاوف، وقلق المخاوف بالفعل قد يؤدي إلى شعور بعسر المزاج وربما الاكتئاب، وينتج عن ذلك نوعا من الانعزال الاجتماعي، لا تعتمد على الدواء فقط في العلاج يجب أن تعتمد على قواك المعرفية وقواك الفكرية التي وهبها الله تعالى لك، وتحقر هذه الأفكار السلبية، لا بد أن تحاور نفسك ما الذي يجعلك تخاف -يا أخي الكريم- وحاول أن تقتحم ولا تتجنب أبدا، لا تتجنب الأماكن التي تخاف منها ولن يحدث لك أي شيء، وكل التصوارات التي تتصورها كالشعور أنك سوف تموت هذه كلها مشاعر كاذبة، أنا أؤكد لك ذلك -أيها الفاضل الكريم-.
فأنت مطالب بأن تواجه والمواجهة -يا أخي- مفيدة، وهنالك نوع من المواجهات الطيبة جدا التي يمكن أن يبدأ بها الإنسان، مثلا الحرص على صلاة الجماعة في المسجد هذا نوعا من التعرض الاجتماعي ونوعا من المواجهة الاجتماعية ممتازة، الأمر الآخر أن تنضم لمجموعة رياضية مثل أصدقائك في الحي وزملائك في العمل، ومثلا تلعب معهم كرة أو أي نوع من الرياضة الجماعية، إذا كان هنالك مثلا نادي ثقافي في الحي حاول أن تشارك فيه، هذه كلها من الأشياء الطبيعية المتاحة للإنسان ليعالج مخاوفه، وكل شيء يكون بالتدرج والعزيمة والإصرار.
أيضا الحرص على الواجبات الاجتماعية، كزيارة الأرحام، تفقد الجيران، زيارة المرضى، المشي في الجنائز، تلبية الدعوات للأفراح هذه كلها مفيدة كعلاج لحالتك، وفي ذات الوقت أريدك أن تطبق تمارين نسميها تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين التنفس المتدرجة مفيدة جدا؛ لأن النفس القلقه تكون دائما متوترة، وهذا يولد الخوف وعدم الارتياح، أما حين يسترخي الإنسان عضليا ونفسيا فهذا له فائدة علاجية كبيرة جدا، يمكن أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب لتتعلم كيف تطبق تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها 2136015، يمكنك الاستفادة منها، ويمكن أيضا للأخصائي النفسي أن يدربك على هذه التمارين.
بالنسبة للعلاج الدوائي السيبرالكس دواء جيد، لكن في بعض الأحيان دواء معين قد لا يناسب شخصا معينا، ويظهر أن الدواء قد فقد مفعوله بالنسبة لك، و20 مليجراما هي الجرعة العلاجية، لكن بما أن الدواء غير متوافق مع تركيبتك البيولوجية فأنت لم تجن منه فائدة، وتلاحظ التحسن على الجرعات الصغيرة وليست الجرعات العلاجية وهذا طبعا خلل واضح، فأنا أقترح أن تنتقل إلى دواء آخر دواء أكثر فائدة ونفعا، خفض السيبرالكس واجعله 5 مليجرام لمدة 10 أيام، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة 10 أيام أخرى ثم توقف عنه، وأثناء ما أنت على جرعة 5 مليجرام من السيبرالكس ابدأ الدواء الجديد الذي سوف اقترحه لك والذي يسمى زيروكسات سي أر، والزيروكسات هو الباروكستين دواء رائع جدا لعلاج قلق المخاوف، تبدأ بجرعة 12.5 مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم تجعلها 25 مليجراما يوميا حبة واحدة، وهذه هي الجرعة العلاجية، زيروكسات سي أر وهو يعرف عنه أنه طويل المدى من ناحية الإفراز، ويبقى في الجسم، لذا يتناوله الإنسان جرعة واحدة.
استمر على جرعة 25 مليجراما 6 أشهر، ثم تخفضها إلى 12.5 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر ثم تتوقف عن تناوله، هذا التدرج مهم جدا في بناء الجرعة وكذلك التوقف منها لنمنع أي آثار انسحابية، الدواء سليم وفاعل وغير إدماني، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.