أمي سليطة اللسان فهل يجوز هجرها؟

0 44

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي مع والدتي منذ ونحن أطفال، كانت تشك بالناس، ولكن تطور الأمر وأصبح الطعن بأعراض الآخرين كشرب الماء لديها، إلى أن أصبح الأمر مرضا نفسيا، والبعض يقول سحر، فهي اعتزلت الناس، وأي شخص يقترب منها تؤذيه، ولا تقبل أن تعترف بمرضها أو أوهامها، ويوميا تكفر بالله وتدعي القصص عن الزنا لناس بريئين من بهتانها العظيم، حتى نحن أولادها منعتنا من الزواج، وقطعت صلة الرحم فأصبح لا يأتي لنا أي شخص، ولا نذهب لأحد.

أصبحنا عاقين لوالدنا؛ لأنها لا تقبل معاملته بصورة حسنة أو حتى رؤيته، ونحن لا يمكننا السيطرة عليها لأنها امرأة قوية وسليطة، وأحيانا تهددنا بالقتل، وجربنا معها جميع الحلول فلم نفلح، ولا حتى إدخال الغرباء ولا الأقرباء، ولا حتى النقاش معها.

فهي أول ما تفعله تقوم بتشويه سمعتنا، وتأليف القصص إن خالفناها، وهكذا نمضي أيامنا منعزلين عن العالم لا نسمع سوى الكفر والطعن بالأعراض، فبدأنا نفقد صبرنا، وقد نفقد عقلنا وديننا، لا أعلم ما الحل؟ لكن سؤالي: هل يجوز هجرها، أم ذلك يعتبر من العقوق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دنيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب..
أولا نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يشفي أمك ويذهب عنها كل مكروه، وقد أحسنتم أيتها البنت العزيزة فيما بذلتم من جهود سابقة في محاولة تخليص أمكم من هذا الشر الذي هي واقعة فيه، ونصيحتنا لكم أن لا تيأسوا من رحمة الله تعالى، وأن تستمروا في محاولات إصلاحها ومداوتها بقدر الاستطاعة، فإن الله تعالى قد يقدر على الإنسان ما يكره إلى أجل، هذا إذا كانت تعاني من مرض أو كانت واقعة تحت تأثير السحر، وهي بذلك لها نوع من العذر، ينبغي أن يكون باعثا لكم على الرحمة بها والشفقة عليها، ومحاولة تخليصها مما هي فيه بكل ما أمكنكم.

وأما بخصوص سؤالك الذي تسألين عنه هل يجوز هجرها؟
فالجواب أنه لا يجوز هجر الوالدين مهما بلغت إساءتهم، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)، ففي هذه الحال التي يبذل الوالد الأب أو الأم كل جهده في إيذاء ولده ليكفر بالله تعالى ويكون من أصحاب النار في هذه الحالة من الإساءة البالغة أمر الله سبحانه وتعالى هذا الولد بأن يصاحبهما بالمعروف، فلا يتوهم من أن الله تعالى حين نهاه عن طاعتهما في المعصية لا يتوهم من ذلك أنه يجوز له أن يقصر في الإحسان إليهما وإحسان صحبتهما، فقال له: (وصاحبهما في الدنيا معروفا)، ولكن يجوز لكم أن تتوقوا وأن تتحاشوا المخالطة المؤذية إن استطعتم ذلك، أي إن استطعتم أن تجتنبوا مجالستها وقت إساءتها دون أن تقعوا في تقصير في حقا من حقوقها؛ فإن ذلك جائز إن شاء الله، نسأل الله سبحانه وتعالى لكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات