هل أتناول أدوية الرهاب الاجتماعي؟

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد المعاناة والتخبط في حالتي النفسية قررت أن أطرح موضوعي في موقعكم الكريم لعل بعد عون الله لي أن تساعدوني فيما أنا فيه.

أنا طالب عمري 23 سنة، أعزب، شغوف ولدي أحلامي وطموحي الخاصة، ولكن أعاني من القلق والخوف من ردة فعل الناس لي والنقاشات الحادة، أضطر أن أستخدم العنف حتى لا أخاف، أو يرى الآخرون ذلك، يداي ترتجفان عندما أصب القهوة، وأشعر أن الناس تنظر إلي إذا ذهبت إلى مقهى أو مول، أتلعثم كثيرا، وأنسى في نصف كلامي ما كنت أتحدث عنه، يزداد الأمر سوءا إذا كنت أتعامل مع النساء خاصة، أتضايق عند مزاح بعض الأصدقاء لي، وأقول في نفسي لماذا تسكت؟ لماذا لا ترد؟ وكل هذا متعلق في هيبتي عند الناس خوفا أن تسقط، أرد في بعض الأحيان ولكن ردا قاسيا حد الشتم.

هذه الأعراض تنخفض إذا كان الأصدقاء معي، تنخفض إلى حد كبير ولكن يبقى القليل من التوتر، راجعت الأخصائي النفسي، وقال لي أني مصاب بالرهاب والقلق وبداية الاكتئاب والهلع، علما أني عندما أقرأ عن نوبات الهلع عند البعض ليست عندي إطلاقا، فأنا لا أشعر بأني قريب من الموت، ولا ضيق حاد بالتنفس وإعياء وإغماء، فذهبت عند الطبيب المعالج، وصرف لي دواء البروزاك لحالتي وتشخيص الأخصائي.

أنا الآن في حيرة وهم لا يعلم بها إلا رب العالمين، لست واثقا إطلاقا، هل آخذ الدواء؟ لا أريد أن أندم بأخذه، أم أكتفي بالسلوكي المعرفي فقط؟

طرحت استشارتي أملا أن ألقى من يرشدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك -يا أخي- على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

وأنت وصفت حالتك بدقة شديدة جدا، وأنا أعتقد أن الجهاز العصبي اللإرادي لديك نشط بعض الشيء، مما يجعلك تستشعر القلق والتوتر والانفعال السلبي واستخدام العنف حتى لا تخاف أو الناس يرونك في وضع سلبي كوجود الرجفة مثلا.

أيها الفاضل الكريم أنا بالفعل لا أرى أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي -مع احترامي الشديد لرأي الأخ الطبيب-، أنا أرى أنه لديك نوع من القلق الانفعالي، هكذا نحب أن نسميه، وربما يكون لديك شيء بسيط من المخاوف والوسوسة.

وهذه ليست تشخيصات مختلفة، هي كلها متداخلة في بعضها البعض، ولا أريدك أن تعتبر نفسك مريضا، هذه مجرد ظواهر، الحمد لله أنت رجل شغوف كما ذكرت ولديك أحلامك وطموحاتك وهذا أمر جيد ويجب أن تنزله إلى أرض الواقع، يجب أن تكون أهدافك واضحة وجلية، وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك، بهذه الكيفية سوف تكون وجهة طاقات القلق والمخاوف التوجيه السليم، وسوف تتحول من طاقات سلبية إلى طاقات إيجابية، وأنصحك أن تسع دائما لإدارة وقتك بصورة صحيحة، الإنسان الذي يدير وقته إدارة صحيحة يستطيع أن يدير حياته بصورة صحيحة أيضا، و-إن شاء الله- تكون المخرجات إيجابية جدا، وأول نقاط الارتكاز في إدارة الوقت بصورة صحيحة هي أن يتجنب الإنسان السهر، لأن النوم الليلي المبكر يؤدي إلى حالة استرخائية وترميمة في النفس وفي الجسد، ويستيقظ الإنسان مبكرا ويصلي الفجر وهو نشط، ويمكن بعد ذلك أن يبدأ الإنسان يومه وهكذا.

نمط الحياة الإيجابي مطلوب في حالتك وهذا أفضل علاج سلوكي، الذي يقول لك هو العلاج السلوكي المطلوب العلاج السلوكي الحياتي الواقعي، تنظيم الوقت، ممارسة الرياضة، وضع الأهداف، التفكير الإيجابي، المشاعر الإيجابية، والحرص على الواجبات الاجتماعية، لا تخف أبدا، أنت لست بأقل من الآخرين، أن تحرص أن تلبي دعوات الأفراح، أن تقدم واجبات العزاء، أن تزور المرضى، أن تصل رحمك، ما أعظمها من واجبات اجتماعية من يقوم بها سوف يرتقي بصحته النفسية الارتقاء المطلوب وفي ذات الوقت هذه -إن شاء الله تعالى- يعود عليك بخير كبير في الدنيا والآخرة، هذا هو الذي أنصحك به.

حقيقة عقار البروزاك الذي وصفه لك الطبيب عقار جيد، لكنه استشعاري ففي الأيام الأولى ربما يسبب لك شيئا من القلق البسيط، لذا أنصحك أن تتناول معه عقار يسمى الدوجماتيل اسمه العلمي السلبرايد أريدك أن تتناوله بجرعة 50 مليجراما صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم 50 مليجراما صباحا لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناوله، وتستمر في البروزاك بجرعة 20 مليجراما يوميا على الأقل لمدة ستة أشهر.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات