ما هي الأمور التي تفيدني لأرتب أفكاري عن الإسلام؟

0 29

السؤال

السلام عليكم يا دكتور

أنا شاب هدفي أني أنشأ في طاعة الله، وأعرف مضمون ديني كله، أنا شاب اختلطت بكل أنواع الفساد المنتشر من معازف وأغاني وبنات...الخ.

تجنبتها كلها وصرت أبحث في ديني شيئا فشيئا، وأدعو الناس عسى الله أن يغفر لي ما كنت أفعله من فساد.

سؤالي: هل توجد كتب أو مواضيع تفيدني لأرتب أفكاري عن الإسلام، وأصبح عالما بديني أكثر فأكثر؟

أرجو أن يكون سؤالي مفهوما، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيهم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، لقد سررنا كثيرا وسعدنا فيما ذكرته من تغير أحوالك، وما من الله تعالى عليك من الهداية والتوبة، ونسأله سبحانه وتعالى أن يتم عليك النعمة، ويزيدك هدى وصلاحا.

وقد وفقت -أيها الحبيب- حين قررت أن تتعلم دينك، وهذا دليل -إن شاء الله- على أن الله تعالى أراد بك الخير، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"، ويقول "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، فرغبتك في التعلم ومعرفة أحكام دينك دلالة -إن شاء الله تعالى- على أن الله تعالى مريدا بك الخير، فنصيحتنا لك أن تستمر في هذا الطريق وأن تجتهد فيه ما استطعت، وأن تعلم أن العلم منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب.

يجب عليك أن تبدأ بالواجبات، فتتعلم الأحكام المتعلقة بالفرائض الواجبة عليك، كأحكام الصلاة وأحكام الصوم، وأحكام المهنة التي تزوالها إن كنت تعمل في مهنة، كما يجب عليك أيضا أن تتعلم أصول الإيمان وأركانه الستة، وأمراض القلوب إذا أصبت بشيء منها، فيجب عليك أن تتعلم كيفية الخلاص منه كمرض الحسد ونحو ذلك، فهذا القدر من العلم فرض يجب على الإنسان أن يتعلمه، وما زاد على الفرض فنافلة يستحب للإنسان أن يكثر منها ما استطاع.

أما عن التعليم فمن تعلم شيئا من أمر دينه، فإنه ينبغي له أن يبلغه للآخرين، فهذه سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال الله سبحانه في كتابه: (قل هٰذهۦ سبيلىٓ أدعوٓا إلى ٱلله ۚ علىٰ بصيرة أنا۠ ومن ٱتبعنى ۖ )، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "بلغوا عني ولو آية".

وتعلم العلم -أيها الحبيب- ينبغي أن يكون على مربي ومعلم يرشدك ويعلمك، ولا يحصل الاستغناء التام بالكتاب، وإن كانت المطالعة والقراءة في الكتب لها فوائدها، ولكن لا بد من تلقي العلم عن العلماء ليكون الإنسان في مأمن من سوء الفهم لما يقرأ.

لذا نصيحتنا أن تستمع إلى الدروس النافعة، وخير ما ننصحك به أن تستمع إلى دورس العلماء الثقات، فإذا وجد في بلدك من يمكن أن تتعلم عليه وتستمع إلى دروسه فهذا أمر حسن، وإلا فشبكة الانترنت الآن مليئة بالدروس النافعة والمواقع المفيدة للعلماء الكبار، الثقات المأمونين، ومن أشهرهم العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى، فموقعه مليء بالفوائد والدورس المسجلة النافعة السهلة اليسيرة.

إذا أردت اقتراحا ببعض الكتب التي ينبغي أن تقرأها فمن الكتب النافعة في العقيدة شرح أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى، وهو كتيب صغير مختصر وموجود على الانترنت، وكذلك كتابه المختصر في أحكام العبادات، وفي المعاملات.

هناك كتاب صغير (ما لا يسع المسلم جهله)، للدكتور صلاح الصاوي، وجماعة من العلماء، هذه الكتيبات البسيطة تحتوي على تعريفك بأهم ما تحتاجه من أمور دينك، ولا يغنيك ذلك كما قدمنا سابقا عن التتلمذ والتعلم والاستزادة عن طريق المعلمين والمربين.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدك هدى وصلاحا، وأن ييسر لك تعلم ما ينفعك.

مواد ذات صلة

الاستشارات