تعاني أمي من الأرق وتعكر المزاج دائما فكيف أساعدها؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تبلغ أمي من العمر 73 سنة، وتعاني من الضغط، منذ فترة وهي لا تستطيع النوم بسبب الأرق، وكذلك بسبب التفكير السلبي، علما أنها عانت من الحالة نفسها بعد وفاة والدي منذ خمس سنوات، ولكنها كانت تستطيع النوم خلاف وضعها الآن، والدتي حاليا لا تبذل أي مجهود، وطوال الوقت موسوسة وحزينة، وتشعر بالفراغ بعد أبي.

أسكن مع والدتي في البيت، ولا يوجد لدينا أي أقارب أو أصدقاء نستطيع زيارتهم، وإخوة أمي في بلد آخر، علما أنني أخرج مع والدتي للتنزه، ولكنها تظل حزينة وغير سعيدة، ما هو الحل مع أمي؟ وهل يوجد منوم مناسب لحالتها المرضية وعمرها؟ علما أنها ضعيفة الجسم ونحيفة.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لوالدتك الشفاء والعافية، وجزاك الله خيرا على الاهتمام بها، هذه الوالدة تحتاج لتقييم طبي أولا، يجب أن تجرى لها الفحوصات الطبية الأساسية لنتأكد من وظائفها الجسدية، نتأكد من مستوى السكر لديها، قوة الدم لديها، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى الدهنيات، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين د، هذه فحوصات طبية أساسية، لأن في بعض الأحيان أي نقص في الدم مثلا أو معدلات الحديد أو نقص في فيتامين د، ربما يؤدي إلى مزاج اكتئابي، خاصة لدى كبار السن، فأرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تبدئي مقابلة الوالدة لطبيب أسرة أو طبيب باطني، وبعد أن تجرى الفحوصات ونطمئن على وضعها الجسدي بعد ذلك يمكن لطبيب الأسرة أن يصف لها أحد محسنات المزاج.

هنالك دواء يسمى ميرتازبين، هذا هو اسمه العلمي وتجاريا يسمى ريمانون، هو حقيقة من مضادات الاكتئاب الجيدة جدا، وفي ذات الوقت يناسب كبار السن لأنه سليم، وأيضا يحسن النوم ويفتح الشهية نحو الطعام، بما أن الوالدة ضعيفة الجسم ونحيفة -كما تفضلت- فنبدأ بإعطائها 7.5 مليجرام من الميرتازبين ليلا بعد صلاة العشاء مثلا، الميرتازبين الحبة تحتوي على 30 مليجرام، فإذا كانت الحبة بهذه القوة تبدئين بربع حبة، وبعد 10 أيام يمكن أن تكون نصف حبة، وهذا من وجهة نظري سيكون كافيا جدا بالنسبة للوالدة، في بعض الدول الميرتازبين يأتي بجرعة 15 مليجرام، أي الحبة تحتوي على 15 مليجرام، في هذه الحالة تعطى نصف حبة كجرعة بداية، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلا.

أنا متأكد أن جهدك التأهيلي للوالدة والجلوس معها وإسماعها القرآن والتحدث معها حول الذكريات الطيبة والأمور التي تحبها، وكل ما هو مفيد لها، أعتقد أن ذلك سوف يساعدها كثيرا، ودائما أشعري والدتك أنك في حاجة لها، لأن كبار السن يأتيهم شعور سلبي جدا بأن دورهم قد تقلص في الحياة، وهذا طبعا يزيد كثيرا من الاكتئاب ويزيد كثيرا من التفكير السلبي، وأن نشعرهم أنه لا زال لديهم دور في الحياة، فهذا مهم جدا وضروري جدا، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات