أشعر أنه سيغمى علي وتتسارع نبضاتي رغم إفاقتي

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة، حينما أكون جالسة بشكل طبيعي أتحدث أو اكتب أو أي شيء، فجأة أشعر أنني لا أشعر بجسمي أبدا، وأنني سأموت، وجسمي خفيف مع اضطراب ضربات القلب، أحيانا تتسارع إلى 120، وأحيانا تنزل إلى 62.

أرمي نفسي على الأرض دون إغماء، وأرفع رجلي ظنا مني أن الضغط منخفض ولكنني أكون في وعيي، وأشعر بأنني اختنق، أفك الحجاب وأشده بقوة، ولو حاول أحدهم رفعي للجلوس على الكرسي أبكي كثيرا، وبعدها لا أتكلم لفترة طويلة.

أحيانا تأتيني الحالة صباحا وأتعافى بالمساء وكأن شيئا لم يكن، ولو حصلت في المساء أستيقظ صباحا وأكمل أعمالي.

حينما أشعر بالضيق أو الحزن أبقى صامتة ولا أرغب بالكلام، لفترة 3-4 ساعات، وأحيانا أحس أن أعصابي تنتفض، وقلبي مسحوب ويؤلمني، وخنقة في رقبتي، وأحيانا أشعر بأشياء تتحرك في رجلي من الداخل.

ذهبت إلى طبيب الباطنية والقلب وأجريت الفحوصات ورسم القلب وإيكو منذ فترة، وكلها سليمة، علما أنني أم لطفلين، والأطفال يرغبون بالخروج للتنزه، وأنا أخاف من الخروج كثيرا؛ لأن الحالة راودتني مرتين بالعمل، ووقعت على الأرض، حتى العمل صرت أخشاه، وأذهب مجبرة، وأشعر بالدوخة والاختناق عند الوصول وأكون غير متزنة، وانتظر عودتي للبيت.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.

لديك استشارة سابقة أجبنا عليها أتمنى أن تكوني قد أخذت بالتوجيهات التي أوردتها في تلك الاستشارة، لأنه حقيقة يوجد تشابه كثير بين ما ذكر في الاستشارة السابقة وما تعانين منه الآن، وكل الأعراض التي تحدثت عنها هي أعراض قلق نفسي، وزيادة نشاط في الجهاز العصبي اللاإرادي، لذا تحسين بضربات القلب ويكون هنالك تذبذب في ضغط الدم ما بين الارتفاع وما بين الانخفاض.

والشعور بالخنقة هو ناتج من التوتر الداخلي؛ لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي وأكثر عضلات الإنسان تأثرا هي عضلات القفص الصدري وعضلات القولون، لذا نسمع الكثير من الناس القلقين لديهم القابلية للإصابة بالقولون العصبي أو العصابي وكذلك الشعور بالضيقة في الصدر.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت قطعا محتاجة لعلاج دوائي، وأفضل دواء أعتقد أنه سوف يكون في هذه المرة عقار استالبرام، فيما مضى أنا وصفت لك سيرترالين، لكن في هذه المرة نفضل استالبرام، حيث أنه سيكون أفيد وتحتاجين له بجرعة صغيرة، تبدئين بجرعة 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، وتتناولي هذه الجرعة الصغيرة لمدة 10 أيام، ثم تجعلي الجرعة 10 مليجرام يوميا وهذه سوف تكون جرعة كافية جدا.

لا تحتاجين للجرعة القصوى وهي 20 مليجراما، استمري على جرعة 10 مليجرام لمدة 4 أشهر، ثم خفضيها إلى 5 مليجرام يوميا لمدة شهر ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقفي عن تناول الدواء، وهنالك دواء داعم اسمه ديناكسيت أريدك أن تتناوليه لمدة قصيرة، بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهر حيث أنه مفيد وسريع الفاعلية وسوف يدعم مفعول استالبرام، وهذه أدوية بسيطة جدا وسليمة جدا.

بجانب العلاج الدوائي أنت محتاجة لأن تتجنبي السهر هذا مهم جدا؛ لأن تجنب السهر يؤدي حقيقة إلى استقرار كامل في النفس والجسد بالنسبة للإنسان، ويستيقظ الإنسان نشطا يؤدي صلاة الفجر ويبدأ يومه بصورة إيجابية.

أنت أيضا مطالبة بأن تتجنبي الكتمان، من الواضح أنك لا تتحملين الضغوطات النفسية خاصة الأشياء التي لا ترضيك، فأنا أنصحك بأن تكوني معبرة عن ذاتك أولا بأول، ولا تكتمي أبدا، محتاجة أيضا لكثير من التفكير الإيجابي أنت -الحمد لله- لديك الأسرة، لديك الأطفال، لديك الاستقرار، فيجب أن تستفيدي من كل هذه المكونات لتجعلي حياتك حياة مشرقة وحياة إيجابية.

تحتاجين أيضا لبرامج مكثفة لتطبيق تمارين الاسترخاء، يمكن أن تتصلي بأحد الأخصائيات النفسيات لتقوم بتدريبك على تمارين الاسترخاء، وإن كان ذلك غير ممكن فيمكن أن ترجعي إلى استشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015)، والتي أوضحنا فيها كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، كما أنه توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

أيضا رياضة المشي سوف تكون جيدة ومفيدة ونافعة جدا بالنسبة لك، أن تكون لك تواصلات أسرية إيجابية، ويا حبذا لو جلست أنت وزوجك الكريم مثلا فقرأتم شيئا من القرآن يوميا أو يوما بعد يوم هذا فيه حقيقة نوعا من الراحة النفسية الكبيرة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات