السؤال
السلام عليكم.
أولادي في عمر المراهقة وأجد صعوبة كبيرة في تربيتهم، فهم لا يحبون الدراسة ولا يذاكرون إلا قبل الامتحانات بأيام، ودائموا الخروج خارج المنزل.. حاولت كثيرا معهم أودهم أن يكونوا مثقفين متدينين ويعرفون المسئولية، لكن لا أجد منهم أي استجابة، فلا قيمة للوقت لديهم ولا الدراسة، أما الصلاة في المسجد فلولا صراخي عليهم 5 مرات في اليوم لما ذهبوا.
علما بأن أعمارهم 14 و13 سنة.
أحب أن أراهم ناجحين في حياتهم، مطيعين فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أم عبد العزيز حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أختي السائلة : اعلمي أن تحديد خطوات العلاج بالأسلوب المناسب لكل علة أمر تفرضه الطبيعة الإنسانية، ويجب أن تعنى المعالجة بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى المشكلة، وأن التركيز في علاج مشكلات أولادك ينبغي أن يكون على الأسباب والعوامل التي أدت إليها، بدلا من أن يكون على أعراض المشكلة، ولكن يشترط في هذا العلاج أن تكون هناك الحكمة؛ لأن أولادك في مرحلة المراهقة.
بالنسبة لمشكلة الدراسة: يجب علينا أن نبحث عن أساس المشكلة، فإذا كان أولادك لم يتلقوا المعاملة التربوية الحسنة في المدرسة، ولم يستوعبوا المناهج المتطورة، فإن حياتهم سيصيبها الفساد والتقاعس عن التحصيل العلمي، ويحل جو الملل والضيق في نفوسهم، وتنقلب حياة المدرسة والدراسة إلى صورة قاتمة، ولذلك فالاستفادة من أوقات فراغهم مسئوليتكما ( الأب والأم )، إذ واجبك أختي يتحتم عليك ببذل الجهد المتواصل في توجيه أولادك بالقدوة والموعظة الحسنة، وإعطاؤهم فرصة للتعبير عن آرائهم وميولهم واتجاهاتهم، وتراقبي سلوكهم من حين لآخر، ومناقشتهم بطرق هادئة وهادفة، وإظهار لهم فوائد الصحبة الحسنة ومضار الصحبة السيئة الشاذة الضالة.
واعلمي أنه إذا لم يكن الوالدان قدوة صالحة في دينهما وأخلاقهما، فلن تؤثر نصائحهما، ولا يجنى من محاكاتهما إلا الشوك والأسى.
وحاولي أن تشجعي أولادك في المشاركة الاجتماعية، وذلك عن طريق برامج التوعية والثقافة الإسلامية في المدارس، وعن طريق نشاطات المسجد في تحفيظ القرآن، والندوات الثقافية، والحلق العلمية، وأن يشاركوا أيضا في زيارة الأقارب، وعيادة المرضى، واستقبال الزائرين لوالدهم، فيشعر الأولاد بشخصيتهم، ويؤدوا دورا اجتماعيا محمودا.
إذن مهمة الأبوين أن يشعرا أولادهم بأهمية ما يقومون به، وبضرورة تحمل مسئوليته، فيثابوا على عملهم الحسن، ويعاقبوا على قبح أعمالهم.
ونريد منكما حبا توجهونه نحو أولادكم، وليس الحب الذي يتحول إلى وسيلة يتمتع فيها الأبناء ويبتعدان عن جادة الصواب.
وفق الله أبنائك لكل خير .