تزوجت الثانية أنبني ضميري وتدمر بيتي

0 32

السؤال

السلام عليكم.

القصة طويلة ومعقدة، وباختصار أنا متزوج منذ 15 سنة، ولدي ثلاثة أبناء، وزوجتي مطيعة -والحمد لله-، أحوالي المادية صعبة بعض الشيء.

تعرفت على امرأة أرادت الزواج بي، ولعلمها بحالي ماديا اتفقنا أن نتزوج وهي من تتكفل بالأمور المادية من شراء المنزل والمصاريف، تزوجتها من غير عقد مدني، والزوجة الأولى تطلب الطلاق مرارا، وبيتي تهدم، وأولادي وأهلي في حالة نفسية مريرة، يؤنبني ضميري لاتخاذي قرارا دمرت به بيتي، وسيؤنبني ضميري لو طلقت الثانية.

أنا في حيرة من أمري، ولم أستطع إيجاد حل وسط، فما وجهة النظر الشرعية؟

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أيها الأخ الكريم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

لا يخفى عليك أن الأمر بالنسبة للزوجة الأولى والأبناء والأهل لن يكون سهلا، ولكن نوصيك بالاستعانة بالله تبارك وتعالى، والمبالغة في إكرامها والإحسان إليها، وإدخال العقلاء والعاقلات والفضلاء والفاضالات، فذلك سيكون عونا لك على التأثير على الأسرة، ونسأل الله أن يعينك على النجاح في هذه المهمة، وأعلم أن الشرع لا يبيح للإنسان أن يطلق زوجة من أجل الأخرى أو بناء على رغبة الأخرى، أما إذا حدث الطلاق لمشاكل لا علاقة لها بهذا الأمر فذاك أمر آخر، ولكن لا يجوز للمرأة أن تطلب طلاق أختها، لا الأولى ولا الثانية، هذا معنى شرعي ينبغي أن يكون واضحا أمام الجميع، ولكن نتمنى أن تجتهد في الإحسان، تكرر المحاولات وتظهر تمسكك ببيتك الأول وأبنائك وبأهلك، وبين لهم أنك لم تفعل أمرا يخالف شرع الله تبارك وتعالى، ونتمنى أيضا من الزوجة الثانية أن تتفهم الوضع وأن تعينك بما تستطيع على استقرار بيتك الأول.

ونعتقد أن الوقت جزء من الحل، كما أن إحسانك والمبالغة في إكرام الزوجة والاعتراف بفضلها والحرص أيضا على الإحسان إليها، وعدم إشعارها بمزيد من الضيق في حياتها المعيشية، لأن هذا مما يشعل النيران، فأنت تشير إلى أن الوضع كان صعبا وأنت مع ذلك بدأت بيتا جديدا، ورغم أن البيت الجديد تتكفل الزوجة بالمهام المادية والجوانب المادية كما أشرت، إلا أنه قد يكون من الصعب على الزوجة الأولى والأهل أن يصدقوا بهذا، فنتمنى أيضا أن تجتهد، ونسأل الله أن يفتح عليك من أبواب الرزق وأن يعينك على كل أمر يرضي الله تبارك وتعالى، وأكرم زوجتك الأولى واعترف لها بفضلها وإحسانها، واجتهد أيضا في القرب من أبنائك والقيام بواجباتك تجاه الجميع ولا تقابل ما يحدث منهم بمثله، ولكن بالتي هي أحسن.

نسأل الله أن يعينك على الصبر وأن يعينك على التوفيق بين البيت الأول والبيت الثاني، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات