السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 22 سنة، منذ عمر 12 سنة وأنا أقطع علاقتي مع الأصدقاء وكل معارفي بعد سنة أو سنتين من التعارف بدون سبب، وأقوم بتغيير مكاني وطريقة الوصول لي، وتنتهي رغبتي بالتحدث معهم، أنا قلقة لأن هذا الطبع جعلني بلا علاقات اجتماعية، وأشعر بالوحدة، بالإضافة إلى صعوبة التعبير عن مشاعري.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في الواقع لا يمكننا معرفة الأسباب التي جعلتك تقطعين علاقاتك بأصدقائك، وتغيرين مكانك، وتصعبين وسائل التوصل إليك بعد كل صداقة من صداقاتك التي تقطعينها؛ لأن هناك أسبابا عديدة، ولا نريد أن نضع افتراضات قد تسبب لك مزيدا من الحرج النفسي، أو تفاقم مشكلتك.
والأفضل في مثل هذه الحالة أن تذهبي لأخصائي نفسي لتحليل الوضع، أو على الأقل أن تعرضي موضوعك على شخص عاقل وحكيم من عائلتك، أو ممن تثقين فيهم من غير عائلتك، حيث سيتاح لهم الاطلاع على حيثيات كثيرة قد تفسر هذه الظاهرة.
من هذه الحيثيات على سبيل المثال:
- نمط شخصيتك، هل هي شخصية انبساطية أم انطوائية.
- طبيعة الأشخاص الذين كنت تتواصلين معهم، هل هم أشخاص أليفون وأشخاص طبيعيون، أم لديهم مشاكل نفسية وتربوية جعلتك تنفرين منهم.
- طبيعة مهاراتك الاجتماعية، هل لديك مهارات اجتماعية في كيفية التواصل مع الآخرين وطريقة مخاطبتهم؟
وهكذا ستظهر بعض العوامل والحيثيات التي تفسر هذا الأمر.
بقيت جزئية: (صعوبة التعبير عن مشاعرك)، ولعلها تفسر جزءا من مشكلتك، ويمكنك التغلب عليها ببعض الوسائل التالية:
- تدربي على التعبير عن بعض مشاعرك أمام المقربين منك، في البيت: مثل الوالدة أو أختك، قولي لهم: شكرا، إذا قدموا لك خدمة ولو بسيطة، اشكري الوالدة وامدحيها على طريقة الطبخ أو التنظيف..إلخ.
- أرسلي بعض العبارات أو الفقرات بشكل دوري لصديقاتك، مثل: السلام عليكم، صباح الخير، جمعة مباركة، تصبحون على خير، أرجو لكم حظا موفقا.. إلخ.
- حاولي أن تكتبي قصة عن حياتك على الأقل في الأسبوع مرة واحدة، ولمدة شهر واحد على الأقل، أربع قصص في الشهر، يمكن أن تتناولي موقفا حصل لك، وكيف شعرت تجاه هذا الموقف، دوني هذه المشاعر في الورقة، وليس شرطا أن تظهري هذه الورقة أمام الآخرين، وإنما احتفظي بها لنفسك.
- يوجد هناك بعض الرموز التعبيرية، مثل الوجوه التعبيرية في لوحة شاشة الهاتف، ولكن بطريقة مرتبة على بعض المواقع المهتمة بالحديث عن المشاعر وطريقة تصنيفها، من الجيد أن تتعرفي على بعض هذه الأنواع وتسمياتها؛ ليسهل عليك التعبير عنها لفظيا.
وعموما لا يستغني رجل أو امرأة عن اللجوء إلى الله تعالى في حل مشاكله وتعديل حياته إلى الأفضل، لقوله: (وما بكم من نعمة فمن الله).
ويمكنك اللجوء إلى هذا الدعاء والذي يسمى سيد الاستغفار: ففي صحيح البخاري، عن شداد بن أوس -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.