هل الأعراض التي أشتكي منها تدل على مرض الفصام؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر ٢٥عاما، وأعاني من أعراض شبيهة بأعراض الفصام البسيط، مثل: السرحان والتشتت، والتبلد العاطفي والجنسي، وهذه الأعراض تطورت تدريجيا، فلاحظتها متأخرا، وهذا يؤثر على عملي بشدة.

قررت الذهاب إلى طبيب، ولكن قال لي أحد الأشخاص إنه كان يعاني من مثل هذه الأعراض، ووصف له الطبيب أدوية الفصام، ولكن تدهورت حالته فتوقف عن تناولها.

قرأت أيضا أن أدوية الفصام تسبب أعراضا شبيهة بالأعراض التي أعاني منها، فكيف تستخدم هذه الأدوية في علاج الفصام البسيط؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أنصح أبدا أن يشخص الإنسان نفسه استنادا على ما يطلع عليه من معلومات عن بعض الأمراض، فمرض الفصام مرض رئيسي ولا أحبذ أبدا أن تشخص نفسك، وأنت ذكرت الآن أن لديك أعراض السرحان والتشتت والتبلد العاطفي والجنسي.

هذه -يا أخي- قد تكون ناتجة من إجهاد نفسي، قد تكون ناتجة من اكتئاب نفسي، قد تكون مرتبطة بشيء من الوسوسة، قد تكون مرتبطة بما نسميه بالتأثير الإيحائي.

الكثير من الناس يقرأون عن بعض أعراض الأمراض ثم يتهيأ لهم أنهم يعانون من هذا المرض، وهذا من خلال التأثير النفسي أو التماهي النفسي.

أنا أفضل حقيقة أن تذهب وتقابل الطبيب، قرارك قرار سليم جدا، قرار صحيح جدا، وما ذكره لك الأخ حول أدوية الفصام ليس كله صحيحا، أدوية الفصام مجموعات مختلفة، والأدوية الحديثة منها سليمة جدا وفاعلة جدا، وهذا لا يعني أبدا أنك تعاني من الفصام.

أنا غير مقتنع حقيقة بهذا التشخيص الذي ذكرته، فأرجو أن تذهب وتقابل الطبيب وتوضح له الأعراض التي تشتكي منها، دون أي مسميات تشخيصية، وقطعا الطبيب سيتدارس حالتك بالكامل ظروفك الاجتماعية، ظروفك الأسرية، نمط شخصيتك كل هذه سيتدارسها الطبيب، ومن ثم -إن شاء الله تعالى- يصل إلى التشخيص، وبصفة عامة نصيحتي لك هي أن تكون فعالا مهما كانت هنالك أعراض مزعجة بالنسبة لك.

الإنسان عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، ونحن دائما نناشد الناس بأن يتغلبوا على أعراضهم السلبية من خلال تذكر المقابل الإيجابي؛ لأن كل عرض سلبي هنالك ما يقابله من أعراض إيجابية، وهذا ليس خداعا للنفس أن أملي على نفسي أنني بخير وأن ما بي سينتهي، وأن أعمل وأن أسعى وأن أتواصل اجتماعيا، وأن أكون منفتحا على ذاتي وعلى الآخرين، وأن أعيش على الأمل والرجاء، هذا يا أخي الكريم ليس خداعا للنفس أبدا.

أنا أنصحك بصورة عملية أن تحدد أهدافك في الحياة، تحديد الأهداف ووضع الآليات التي توصل الإنسان إليها دائما فيها خير للإنسان، تشعر الإنسان بالنواحي الإيجابية في حياته.

المشاعر والعواطف والمزاج يتبدل كثيرا، والأهداف -يا أخي- يمكن أن تقسم إلى أهداف آنية والهدف الآني يحقق خلال 24 ساعة، مثلا إذا كنت تعرف مريضا قم بزيارته هذا هدف عظيم، وبعد أن تقوم بهذه الزيارة أنا متأكد أنك ستحس بانشراح كبير، الهدف متوسط المدى يحقق خلال 6 أشهر مثلا، حتم على نفسك أن تحفظ 6 أجزاء من القرآن الكريم خلال هذه المدة، هذا هدف عظيم جدا، وتنفيذ الهدف هذا لا يعني عدم تنفيذ أهداف أخرى، بل على العكس تماما تنفيذ أي هدف سيجعلك تنفذ أهدافا أخرى في نفس الوقت والمدة التي نفذت فيها هدفك الرئيس الذي حددته.

هذه حقيقة علمية أن التنفيذ أو القيام بهدف معين يشجع الإنسان على القيام بأهداف أخرى وتنفيذها، وتتحسن الدافعية بصفة عامة عند الإنسان لمزيد من الإنجازات.

أما الأهداف على المدى البعيد فمنها: الزواج، التطور المهني، اكتساب مهارات أخرى وهكذا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات