السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر القائمين على هذا الموقع الجميل، وبعد:
أعاني من رهاب اجتماعي شديد، وخوف من الفشل، وتعكر في المزاج بشكل مستمر.
تم تشخيص حالتي من قبل الطبيب بالاكتئاب ثنائي القطب، علما أنني لم أصب بحالة انشراح ونشاط زائد أبدا.
أعطاني سيروكسات 30m مع لامكتال 50m، تناولت الأدوية بانتظام لمدة سنتين، تحسنت حالتي ولا زالت عندي ابتسامة قهرية عند الحديث مع الناس، وظنون بسيطة، مثلا أظن أن والدي سيموتون في القريب، وأبكي كثيرا وأنهار، ولو اختلفت مع أخي أنهار، وأعتقد أنه سيتركني ولن يكون بجانبي، على الرغم من أنها مجرد أوهام وليست واقعا.
زرت طبيبا آخر وشخص حالتي أنها اكتئاب مشمول بأعراض ذهانية، أعطاني سيروكسات 30mg مع بريكسال 10mg، وتركت لامكتال.
تحسنت حالتي وعند تناولي مضاد الذهان تبدأ عيني بالتوسع مع تشنج الجفن، يرتفع الجفن وينزل بحركات سريعة، خصوصا عند الحديث مع شخص ما، حتى لو أخذت بريكسال بجرعة 5mg نفس الأمر يتكرر، جربت ريسبيردون وكويتيابين واريبيبرازول كلها تؤدي إلى النتيجة نفسها.
وإذا قطعت مضاد الذهان تعود الابتسامة القهرية وارتعاش الشفة، مع التشنج في الأنف والفم، وتوهمات مثل ما ذكرت، أحاول تجاهلها ولكنها تزداد، والمشكلة الأخرى أنني لا أشعر بالواقع، كل تفكيري حول الابتسامة القهرية، وكيف سأقابل الناس، فأنا لا أستطيع كبت الابتسامة القهرية.
أتحدث مع الطبيب حول هذا الأمر، يقول لي يجب الصبر على العلاج دون تغيير أي شيء.
شكرا..
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق، أحيانا بالنسبة للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية قد يكون القطب الاكتئابي هو المهيمن، والقطب الانشراحي يكون بسيطا جدا للدرجة التي لا يلاحظها حتى صاحب المرض، فأيا كان التشخيص اضطراب وجداني ثنائي القطبية أو إذا كان اضطراب اكتئابي أحادي القطبية، ما دمت قد تحسنت على عقار الزيروكسات ومضاد الذهان، أعتقد أنه يجب أن تكون هذه الخطة العلاجية الدوائية التي تتبعها.
أما بالنسبة لموضوع التشنج الذي يأتيك حول الفم والأنف، والذي قد يكون سببه مضادات الذهان، هنا يمكن أن تتناول أحد الأدوية المضادة، مثل: عقار بروسايكلدين والذي يعرف باسم كبادرين بجرعة 5 مليجرام يوميا، أو عقار بينسكسول والذي يعرف باسم ارتين أيضا بجرعة 5 مليجرام يوميا، هذه أدوية ممتازة جدا للقضاء على أي نوع من الآثار الجانبية التي قد تأتيك من تناول مضادات الذهان.
مضادات الذهان في حالتك هي علاجات تدعيمية لعقار زيروكسات، وأعتقد أن تناولها مهم خاصة أن هذه الابتسامة القهرية تختفي حين يكون علاجك الدوائي شاملا ومكتملا، أي تناول الزيروكسات مع جرعة مضاد الذهان، الطبيب حين طلب منك أن تصبر على العلاج، يقصد أهمية الاستمرارية، لأن الاستمرار على الدواء بصورة منضبطة أحد سبل نجاح فعالية الدواء والاستفادة منه، وأن يجني الإنسان قيمته العلاجية، لأن هذه الأدوية تشتغل من خلال البناء الكيمائي، والبناء الكيمائي يتطلب أن تكون الجرعات متواصلة، فأرجو أن تحرص في هذا الجانب.
وطبعا الجوانب العلاجية غير الدوائية معروفة، وأهمها حسن إدارة الوقت، وتجنب السهر بقدر المستطاع، ممارسة أي نوع من الرياضة يكون متاحا بالنسبة لك، الحرص على الفعالية الأسرية، والقيام بالواجبات الاجتماعية، وأن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وأن تحرص على العبادات خاصة الصلاة في وقتها، ودائما عش على الأمل والرجاء وهذا ليس إيهاما للنفس، إنما هي حقيقة من يعيش هذا التفاؤل وعلى الأمل وعلى الرجاء -إن شاء الله تعالى-، يجده أي فكر وسواسي يجب أن يقابل بالتحقير الكامل، وتصرف انتباهك عنه تماما، ولا تحاور الأفكار الوسواسية أبدا، هذا شيء مهم جدا، مثلا الفكر الظناني الوسواسي الذي يقول لك أن والديك سيموتون قريبا هذا فكر حقير يجب أن تتجاهله ويجب أن تصرف انتباهك عنه، ولا تعريه أي اهتمام.
وأسأل الله تعالى أن يحفظ والديك، وأن يطيل من أعمارهم في العمل الصالح.. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.