أشعر بالحزن والفراغ بعد هجرة أهلي، ساعدوني لأعود طبيعية.

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 24 سنة، هاجر أهلي إلى أمريكا ولم أستطع الذهاب معهم؛ لأن عمري أكبر من 21.

سافروا منذ 7 شهور، ومنذ ذلك الوقت وأنا أتخبط، أصبت بحزن شديد، كنت أبكي كل يوم، وساءت حالتي جدا بسبب شعوري بالوحدة، علما أنني أسكن مع فتاتين.

قطعت جميع علاقاتي الاجتماعية مع أصدقائي والأقارب، لا أقوى على الحديث مع أي أحد حتى أهلي، أشعر بصعوبة حين أتواصل معهم.

في هذه الفترة تقربت من الله، وحفظت 15 جزءا من القرآن، ولكنني أتخبط في الحفظ، وأجد نفسي أحفظ بمثابرة لمدة أسبوع والأسبوع الآخر لا أستطيع فتح المصحف، تعبت جدا من المحاولات في الالتزام بالحفظ ولم أستطع.

أحس بتبلد مشاعري، لم أعد أرغب في الأشياء التي كنت أحبها من قبل، حتى لا أستطيع التركيز في أي عمل، أو في وظيفتي، ولا أستطيع الخشوع في الصلاة، أجريت تحاليل وظهر لدي نقص في الحديد، وفيتامين (د).

واظبت على تناول الفيتامينات، ولا أرى أي تحسن، والمشاعر السلبية تنهشني من الداخل.

جزاكم الله خيرا ساعدوني على إيجاد الحل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر الشبكة الإسلامية.. ونشكرك على تواصلك معنا، وجزاك الله خيرا كما شكرت لنا، لا شك أن الأشهر السبعة الماضية كانت قاسية جدا عليك، حيث هاجر الأهل دفعة واحدة ولا شك أن هذا جعلك تصابين ببعض الملل وفقدان الأهل مما يمكن أن يفسر الأعراض التي وردت في سؤالك، أنا لا أعتبر هذا اكتئابا سريريا وإنما مجرد شعور بالفراغ الداخلي في نفسك بعد سفر أهلك -حفظك الله وحفظهم جميعا-.

وأحمد الله تعالى أنك في هذه المرحلة بعد سفر الأهل أو هجرتهم اقتربت من الله أكثر حتى حفظت -ما شاء الله- خمسة عشر جزءا من كتاب الله تعالى، إلا أنك بالفترة الأخيرة بدأت تجدين صعوبة في الحفظ والمراجعة، وكما نعلم أن القرآن الكريم كما ورد أنه لأشد تفلتا من الإبل في عقلها.

بنيتي: هذه ما هي إلا فترة وستخرجين منها -بإذن الله سبحانه وتعالى-، وربما يفيدك في هذه المرحلة أن تريحي نفسك بعض الشيء، وتخففي من كثافة الحفظ والمراجعة، وتلتفتي للأعمال والأنشطة الأخرى التي تعينك على الاسترخاء والإقبال على الحياة ببهجة، حاولي التواصل مع الأهل ولو عبر وسائل التواصل، كالزوم أو غيره صوت وصورة، ويا ترى هل بإمكانك زيارتهم، أو هم يزرونك لتخففوا ألم الافتراق هذا.

ويمكنك أيضا في هذه المرحلة أن تنتهزيها لتقوي علاقاتك الاجتماعية مع من حولك، وأخيرا -بنيتي- أنا على يقين أن هذه فترة وستنقضي وستخرجين من هذا الحال الذي وصفت في سؤالك، لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج نفسي أو علاج دوائي، وإنما الالتفات إلى نفسك بشيئا من الترفيه والنشاط، فكما ورد روحوا النفوس ساعة فساعة.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر لك أمرك ويخفف من ألم الافتراق أو ألم الابتعاد عن الأسرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات