السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مريض بثنائي القطب النوع الأول منذ سنتين، وإلى الآن لم أستقر على الأدوية، منذ آخر نوبة هوس قبل سنتين، ومجموع نوبات الهوس ثلاث نوبات، ثم استقر وضعي من ناحية الهوس بعد الانتظام على الأدوية، ومنذ سنتين أنا بدون نوبة هوس، لكن أعاني من نوبات اكتئاب.
جربت أغلب الأدوية، يستمر مفعولها لفترة ثم يعود الاكتئاب، استخدمت ديباكين، وفافرين، وويبلترين، ولاميكتال، وبروزاك على مدى سنتين، اقترح علي الطبيب أن أستخدم الليثيوم، وبدأت فيه مع ديباكين 500 مليجرام مؤقتا، لم أصل إلى الجرعة العلاجية إلى الآن، كان مفعوله ممتازا في البداية، وبعد أسبوعين عاد الاكتئاب، وظهرت أعراضه الجانبية المشهورة: الشعور بالعطش، والتبول المتكرر، والشعور بالنعاس قليلا خلال اليوم.
سؤالي: هل يمكن استخدام مضاد اكتئاب مع الليثيوم إذا استمر الاكتئاب، حتى عند وصول الليثيوم للمستوى العلاجي؟ استخدمت في السابق لاميكتال مع ديباكين وبروزاك، وكان ممتازا، وأصبت بالحساسية، وعند البحث وجدت أن اللاميكتال يتعارض مع الديباكين، وهذا خطأ الدكتور.
أعلم أن اللاميكتال وحده ربما يسبب حساسية، لكن ربما الحساسية كانت بسبب تعارضه مع الديباكين، فما رأيكم هل استمر على الليثيوم؟
اقترح علي الطبيب إضافة مضاد اكتئاب في حال استمر الاكتئاب، حتى مع النسبة العلاجية لليثيوم، أو اقترح إعادة اللاميكتال مع البروزاك بدون الديباكين؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: طبعا في بعض الأحيان الإنسان يحتاج أن يصل إلى المجموعة العلاجية الدوائية التي تناسبه بعد تجربة أدوية مختلفة متعددة، أنا أعتقد أن عقار ليثيام سيكون مفيدا جدا بالنسبة لك، الليثيام هو سيد الأدوية فيما يتعلق بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، خاصة إذا كان من النوع الأول، إذا كان هناك نوبات هوس فيما مضى، ولا تتخوف أبدا من الأعراض التي حدثت لك، مثل الشعور بالعطش، والتبول المتكرر، هذه -إن شاء الله- تعالى أعراض وقتيه، والليثيام لا يسبب نعاس عموما، وطبعا يفضل أن يتم تناول جرعته ليلا، هنالك مركبات الليثيام بطيئة الإفراز، أو بعيدة المدى يحتاج أن يتناول الإنسان ليلا كجرعة واحدة، وأنا متأكد أن طبيبك سوف يرتب هذا الموضوع.
أنا أرى أن الليثيام في حد ذاته سيكون هو العلاج الجوهري بالنسبة لك، وأنا أيضا حقيقة من الذين يفضلون اللاميكتال إذا كانت هنالك نوبات اكتئابية، أما إذا كانت النوبات في جلها هوسية فاللاميكتال لا يفيد.
بالنسبة لموضوع الحساسية المرتبطة باللاميكتال هذه نادرة الحدوث، لكنها إذا حدثت يجب أن يتوقف الإنسان من اللاميكتال، هذا قانون طبي معروف، وبالنسبة لمضادات الاكتئاب طبعا يجب أن يكون هنالك حذر شديد في تناولها بالنسبة للإخوة والأخوات الذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، خاصة إذا كان هنالك تاريخ لنوبات هوسية، إذا دخل الإنسان في نوبة اكتئابية وكان هناك اضطراب لتناول مضادات الاكتئاب أفضل دواء هو الزيروكسات، والذي يعرف باسم باروكستين، لأن الزيروكسات يعمل أيضا على الموصل العصبي المعروف بالدوبامين ولذا نادرا أو نستطيع أن نقول أنه من الصعوبة جدا أن يجعل الإنسان يدخل في قطب انشراحي، أي سوف يعالج الاكتئاب، لكنه لا يدخل الإنسان في قطب انشراحي، أما البروزاك فيعالج الاكتئاب لكنه قد يدخل الإنسان في قطب انشراحي، وهذا طبعا لا نحبذه أبدا.
هنالك مضاد اكتئاب آخر يسمى وليبترين، هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي بيبربيون، هذا أيضا يعمل من خلال السيرتونين والدوبامين لذا لا يؤدي إلى نوبات انشراحية أبدا، ويتم تناوله دائما في الصباح لأنه أيضا يزيد اليقظة.
فالخيار بالنسبة للإخوة والأخوات الذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية في حالة حدوث اكتئاب نفسي هو تناول أما الزيروكسات أو البيبربيون هذا من وجهة نظري المتواضعة، فإذا الصورة واضحة جدا بالنسبة لك وكما ذكرت لك الليثيام دواء مثالي جدا، وتدعيمه بالدباكين قد يكون أفضل من تدعيمه باللاميكتال إذا كان أصلا النوبات الهوسية كانت أكثر، ونوبة الاكتئاب الآن -إن شاء الله- سوف تزول -إن شاء الله- بحول الله وقوته وواصل علاجك، واسأل الله لك التوفيق والسداد.