ضاقت بي الدنيا وفقدت الرغبة والشغف تجاه الحياة

0 41

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة ملتزمة، ودائما أبحث لتطوير معرفتي بديني، وبالله عز وجل.

قبل سبع سنوات عندما تخرجت من الثانوية العامة بمجموع كبير -الحمد لله- كما تمنيت ودعوت الله، كان لدي حلم منذ سنوات للانضمام إلى كلية معينة، وبالفعل كان قد وعدني أبي بالانضمام لها، ولكن لأنه لم يكن لديه ثقة بي، لم يظن أني سأفعلها حقا، وأتحصل على هذا المجموع.

عندما ظهرت النتيجة صمم على أن أترك هذا التخصص الذي طالما حلمت به منذ سنوات، وأجبرني على دخول تخصص في كلية أخرى لا أفقه فيها شيئا، قمت بدراسة لغة لدي فيها نقاط ضعف كثيرة منذ الصغر، وعانيت أثناء دراستها حتى جاء وقت التخرج، وحاولت العمل بهذا التخصص، ولكن لم يتم قبولي، ودائما يقولون لي إن الرفض بسبب أن مستواي أقل من المتوسط في مجال دراستي.

أصبت بالإحباط، والاكتئاب الشديد، ثم أرسل الله إلي وظيفة لم أبحث عنها، حتى كنها كانت بمثابة العوض، وشعرت للمرة الأولي في حياتي أني لست فاشلة، كنت أشعر أني أطير من الفرحة كلما قال لي عميل أو صاحب العمل: إني مميزة للغاية، ومن ثم قررت أني سأترك مجال دراستي وسأكمل في هذا المجال، والآن وبعد ثلاث سنوات من الاجتهاد، وتعلم كل ما يمكنني تعلمه في هذا المجال، بدأت بالبحث عن وظيفة في نفس المجال، وذلك لأن صاحب العمل يريد أن يخفف العمالة؛ ولأن مرتبي أصبح كبيرا نسبيا.

يشهد الله أني سعيت قدر ما استطعت، ودائما ما أدعو الله أن يجبر بخاطري إلا أني كلما أتخيل أنه سيتم تسريحي قريبا من عملي أرتعب من التخيل فقط ولا أعلم ماذا أفعل؟! أشعر أني في نفق مظلم ولا أرى نورا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يزيدك خيرا وتوفيقا، ونبشرك بأن الله خلقنا لعبادته، وتكفل بأرزاقنا، فنسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

أرجو أن تعلمي أن الأرزاق بيد ربنا الرزاق سبحانه وتعالى، وأنت خضت تجارب وتبين لك أن ما كان يظهر لك من شر انقلب إلى خير، فكل ما يقدر الله تبارك وتعالى هو خير، وعجبا لأمر المؤمن والمؤمنة إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.

الناجحة في عملها ستجد أعمالا أخرى، وستجد فرصا أخرى؛ لأن المهم أن يكون للإنسان همة، وأن يقوم الإنسان بالسعي، وأن يفعل الإنسان الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

ربنا العظيم الذي تكفل بأرزاقنا إذا أغلق في وجه الإنسان بابا فإنه يفتح عليه لا أقول بابا ولكن يفتح عليه أبوابا، وهو الذي يرزق الخلائق جميعا، قال العظيم: (وما من دآبةۢ فى ٱلأرض إلا على ٱلله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها ۚ)، فثقي بالله تبارك وتعالى، واجتهدي في البحث واعرضي سيرتك وخذي منهم شهادة خبرة بعملك وبأدائك المرتفع، ثم ابحثي في أبواب الرزق الواسعة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

اعلمي أننا ما كلفنا إلا بفعل الأسباب، إلا بالسعي، (فامشوا في مناكبها وكلوا رزقه وإليه النشور)، (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون).

اعلمي أن الذي أعانك والذي أخرجك من إحباطات سابقة، والذي يسر لك العمل الجميل، والذي وفقك لتكوني ناجحة في عملك هو الذي سيوفقك غدا، فثقي بالله وأحسني الظن بالله.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات