تأثرت دراسياً بسبب فراق شخص أحببته ووثقت به!

0 44

السؤال

عمري 20 سنة، في السنه الثالثة في الجامعة، اقترب تخرجي، ولكن في هذا الفصل ساءت أوضاعي النفسية من ضغوطات إلى فراق شخص أحبه، ووثقت به، ووجدت نفسي غير قادرة على التركيز في الدراسة، فسقطت في كل المواد لهذا الفصل.

أخذت أدوية وتوقفت عن أخذها بعد فترة، وأصبحت مخيرة بين اختيارين: نفسي أو دراستي، علما بأن موعد التخرج بعد سنة سؤالي: هل علي أن أستريح وأجمع شتاتي؟ علما بأني شخصت بالاكتئاب أم أضغط على نفسي لكي أتخرج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يكتب لك الشفاء العاجل، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على التفوق والنجاح.

أرجو أن تكوني مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره، واعلمي أن المؤمن ينبغي أن يحتسب الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، وثقي بأن أمر المؤمن كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن والمؤمنة، إن أصابتها سراء شكرت فكان خيرا لها، أو أصابتها ضراء صبرت فكان خيرا لها، وليس ذلك إلا لأهل الإيمان، فاحمدي الله على ما أنت فيه من النعم، ونحن نميل إلى إكمال الدراسة، والتواصل مع معلمات أو متخصصات في هذا المجال وتطلبي منهن المساعدة.

ونعتقد أن الاستمرار في الدراسة سينسيك وسيكون بمثابة العوض لك عما فقدت في الجانب الآخر، وأرجو أن لا تكرري التجربة الخاطئة، فلا تستعجلي بالارتباط بشاب إلا إذا تيقنت بأنه جاد، ومن أول الأدلة التي نعرف بها جدية الشاب دعوته إلى أن يأتي البيوت من أبوابها، ثم يأتي بأهله، عندها تظهر حقيقة الشاب الذي يريد فعلا الارتباط الحلال الصحيح، والشاب الذي يريد أن يلعب ويضيع وقتا، وعلى كل حال ينبغي أن لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، فلا خير فيمن شأنه الغدر ولا خير في ود يجيء تكلفا، والرجال غيره كثير، فارتبطي بالله تبارك وتعالى، واستفيدي من هذا الذي حدث، واعلمي أن كل ما يقدره الله هو الخير.

ولذلك أرجو أن تنظري في هذا الجانب واحمدي الله الذي كشفه لك مبكرا، حيث كان من الممكن أن يضيع وقتك، وأن يمضي معك خطوات كبيرة وخطيرة، ثم بعد ذلك تكون الخسارة أكبر، بل كان من الممكن أن يرتبط بك، ثم يتركك في البدايات، فالإنسان ينبغي أن ينظر إلى الموضوع نظرة شاملة.

ومرة أخرى نؤكد أن الاستمرار في الدراسة مما يخفف عليك، ويهون عليك وقع الصدمة، وعلى كل حال تشاوري مع أهل الاختصاص، جانب الوحدة الأكاديمية في الجامعة، والأساتذة والمعلمات الذين تدرسين عليهم، فهم أعرف الناس بمستواك، ونسأل الله أن يعينك على الخير، واعلمي أن الانتباه للدراسة والاشتغال بمثل هذه الأمور مما يخفف الضغوطات النفسية والآلام، وإذا ذكرك الشيطان بما حصل، فتعوذي بالله من شر الشيطان، وأشغلي نفسك بطاعة الرحمن، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات