السؤال
السلام عليكم.
أنا بنت، تعرضت للتحرش من ابن عمي عندما كنت طفلة، والموضوع تكرر أكثر من مرة، دخلت في صدمة وخوف وقلق عندما بدأت أعرف الذي حصل لي، وحاليا أراجع عند طبيب نفسي بعدما أصبت بعدة أمراض سببها نفسي.
قبل 3 أشهر تقدم لي ورفضت، لكن أهلي وأباه ضغطوا علي، وأقنعوني، وطبعا صليت صلاة الاستخارة، ولكنني لم أشعر بالراحة أبدا، وقلت لهم ولكنهم لم يقتنعوا، وبعدها قبلت بشروط والتي هي: إن لم نتفق سننفصل.
حاليا أشعر أنني غير مرتاحة، ولا أستطيع تقبله، وأريد الانفصال، ولكن أمي لا تسمح لي (ملاحظة: أمي تعرف بموضوع التحرش وهذا يكسرني أكثر) فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Qjasim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك بنتنا في الموقع ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
ما حصل من العدوان عليك لا ذنب لك فيه لكونك كنت صغيرة، ونسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الأزمة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي ابن العم وجميع أفراد الأسرة إلى ما يحبه ربنا ويرضاه، وننصحك بموافقة الأسرة على إكمال المراسيم؛ فابن العم رغم إساءته يظل ابن عم، وكذلك أيضا لعله يريد أن يتزوج من أجل أن يصحح ذلك الخطأ الذي حصل في الصغر، ونسأل الله أن يعينه على أن يتوب ويعود إلى الله تبارك وتعالى.
وأرجو أن لا تدخلي إلى حياتك الزوجية وأنت تفكرين بالطلاق، ولكن نتمنى أن تتأقلمي مع هذا الوضع، واجتهدي دائما في إصلاح ما حصل، واعلمي أن الرجل إذا أخطأ بالطريقة المذكورة فإنه كثيرا ما يحاول تصحيح هذا الخطأ بتحويل العلاقة إلى علاقة شرعية، ولعل هذا يفتح لك باب الأمل فهو الذي يعرف السر، ولا تنزعجي من معرفة الوالدة لما حصل، فإن الوالدة هي مخزن الأسرار لبنتها، وهي لا تريد لك إلا الخير، وحافظوا على هذا الذي حدث؛ فالمؤمنة مطالبة أن تستر على نفسها وتستر على غيرها، ونتمنى أن تكملي هذا المشوار، وبعد ذلك تتواصلين مع موقعك لتسمعي أنت وزوجك لخطة تعينكم على تجاوز الماضي والمضي في الحياة بالطريقة التي ترضي الله تبارك وتعالى.
وما تعرضت له وأنت طفلة لا لوم عليك فيه أبدا، اللوم على غيرك ولا ذنب عليك من الناحية الشرعية؛ لأن القلم مرفوع عن الصغير حتى يحتلم، إذا كنت صغيرة فلا تكلفي نفسك ما لا تطيق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وننتظر منك: طاعة الأهل، التأقلم مع هذا الوضع، إكمال المراسيم، محاولة النجاح، نسيان ما مضى، ثم التواصل مع الموقع من أجل وضع خطة لتستقر الحياة وتستمر، ونتمنى أن يكون ذلك سببا لتوبة ذلك الشاب الذي هو ابن العم، ونبشرك بأن من تاب تاب الله عليه وأنت وهو كلاكما مطالب بالستر على هذا الذي حدث، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.