السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لدي استفسارين لو تكرمتم:
1- أعمل موظفا على الحاسوب منذ 10 سنوات، واجلس لفترات طويلة، بدأت أشعر منذ فترة بألم، أو بالأصح تيبس في أسفل الظهر، والله أعلم الفقرات القطنية، مع العلم أنني تكاسلت في السنوات الأخيرة في ممارسة الرياضة، على غرار الماضي بسبب زيادة الضغوط النفسية والاجتماعية، ولا أعلم إن كان أي تأثير في قصر قدمي اليسرى عن اليمنى على ذلك.
هل للعلاج الطبيعي تأثير في علاج نهائي للمشكلة أم فقط لفترة محدودة؟ وهل من دواء أم يجب الذهاب لطبيب من أجل التصوير؟
2- منذ 2003 عانيت من ابتلاء "والحمد لله على كل حال" فقدت على أثره أخي الأكبر، ومن ثم والدي منذ عدة أشهر رحمهم الله وموتى المسلمين، تأثرت كثيرا مثل بقية أهلي، ولكني أحمل مع ذكراهم مسئولية أهلي؛ حيث إنني أصبحت وحيدا ولكني والحمد لله متزوج ولدي أطفال كما أعيل أولاد أخي الأيتام بالإضافة لباقي أهلي.
المشكلة بأنني تأثرت كثيرا بحكم أنني عاطفي جدا، فأصبت بنوع من الاكتئاب والضعف والكسل الجسمي والذهني، والاضطراب في النوم والنظر والنسيان والأرق والانطواء، والخوف من الاحتكاك بالآخرين والإحساس بالوحدة، (لم أعد أحس بالحياة)، تركت الرياضة حيث كنت أحسد على لياقتي ومرحي، راجعت الطبيب النفسي، وقال: إنها حالة تعرف بفقدان شخص عزيز، أعطاني دواء لتنظيم ضربات القلب، وأخرى للحالة النفسية، لكني خفت لأنه علاج يستمر على الأقل لمدة سنة، والدواء يصرف فقط بوصفة وبأمر من الطبيب فقط (للأسف لم أعد أذكر اسم الدواء) ناهيك عن تكلفة العلاج والدواء، أخذت الدواء لمدة أسبوعين ثم أعدته للصيدلية على مسؤوليتي، ومنذ ذلك الوقت لم أعد للطبيب.
هل من علاج مساعد مع التفكير الإيجابي لحالتي بدون الذهاب لطبيب؟
وجزآكم الله خيرا، وعذرا على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولا: هذا الشعور بالتيبس في أسفل الظهر ربما يكون ناتجا عن انقباض في العضلات حيث إنك تجلس لفترات طويلة، كما أن القلق النفسي في حالات كثيرة يؤدي أيضا إلى آلام وشعور بالتيبس في أسفل الظهر.
أفضل علاج طبيعي لمثل هذه الحالات هو أن تعاود الرياضة، فالرياضة يا أخي مفيدة، وبالرغم من أنك توقفت عنها نسبة للضغوط النفسية والاجتماعية والانشغال، فأرجو أن لا تكون بخيلا على نفسك، فأمر الرياضة لا يتطلب أكثر من نصف ساعة في اليوم.
أما بالنسبة لمقابلة الطبيب والتصوير، فهو بالتأكيد سوف يكون أمرا جيدا وإن كنت مقتنعا قناعة تامة أن مشكلتك في الغالب هي مشكلة نفسية وليست عضوية.
بالنسبة للسؤال الثاني، نسأل الله تعالى لأخيك ووالدك الرحمة والمغفرة، ويا أخي الحالة التي انتابتك بالطبع هي مرتبطة بهذا الفقد، خاصة بأنك حساس، كما أن المسئوليات قد تكاثرت عليك، وربما تطورت الحالة إلى نوع بسيط من الاكتئاب النفسي.
أخي: للتغلب على هذه الحالة، وعلى هذا الوضع، عليك أن تتذكر أن الله قد حباك، وقد اختصك بأن تعول أبناء أخيك بعد وفاته وأن تكون صاحب مسئولية في الأسرة، فهذا أمر عظيم وطيب جدا، ولابد أن يكون له عائد إيجابي على تفكيرك.
الشيء الآخر هو أرى أنك سوف تستفيد كثيرا من الأدوية المضادة للاكتئاب، والأدوية المضادة للاكتئاب تساعد في اختفاء كل الأعراض التي ذكرتها -إن شاء الله- من اضطراب في النوم والنسيان والانطواء وعدم التركيز، فقط عليك أن تحافظ على استعمال الدواء وبالصورة المطلوبة.
من الأدوية الطيبة التي يمكنك أن تتناولها العلاج الذي يعرف باسم زولفت، وجرعته هي 50 مليجراما، أي حبة واحدة في اليوم، يمكنك أن تتناولها ليلا لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، والعلاج البديل يعرف باسم زيروكسات، وجرعته هي نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم ارفعها إلى حبة كاملة واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، تم خفضها إلى نصف حبة لمدة أسبوعين.
هذه من الأدوية الجيدة والممتازة جدا، وإذا كان الأرق أو اضطراب النوم يشكل مشكلة حقيقة بالنسبة لك فالدواء الأمثل سيكون هو العقار الذي يعرف باسم ريمانون، وجرعته هي حبة واحدة من فئة ثلاثين مليجراما تأخذها ليلا لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر .
أنت لا تحتاج أن تأخذ كل هذه الأدوية، ولكن يمكنك أن تتخير أيا منها، وكلها -إن شاء الله- فيها خير كثير لك.
عليك بالتفكير الإيجابي، وعليك أن تتذكر دائما أن الله قد اختصك بهذه الرسالة في الحياة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.