كيف أُخلص أختي من مقارنة الناس بيننا وأجبر خاطرها؟

0 25

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب في الثانوية، مقيم في ألمانيا، شقيقتي تصغرني بثلاث سنوات، وهي جميلة جدا ومهذبة للغاية، وأحسن أبي تربيتها.

المشكلة أنني أثناء دراستي المتوسطة اشتهرت بين الأساتذة والزملاء بقدراتي العقلية الهائلة، بمجرد النظر إلى شخص ما أستطيع معرفة مهنته، وفحص ماضيه، وتحديد ميوله، وأحصل على العلامات الكاملة في جميع المواد دون أي جهد.

علما أنني كثير التغيب عن المدرسة، وامتدت شهرتي إلى الثانوية، و كتبت عدة دراسات في علم السموم، والطب الشرعي، والكيمياء، وتحديد آثار الأقدام، ونشرتها في عدة مجلات علمية، وبالغ الأساتذة في مدحي حتى وصفني مدير الثانوية بأنني أحد الناس الأكثر عبقرية في أوروبا كلها.

بدأ الأمر يضايق شقيقتي الصغيرة، حيث وصفها زملاء الدراسة والأساتذة بالبلادة والغباء، ويقارنونها بي، وهذا الأمر يحزنها، وأخبرتني بذلك صديقتها، وأعيش في حيرة، فجميع من يسكن حولنا يعلمون أنني أحبها أكثر من نفسي، ودائما أقبلها وأعانقها في الشارع، وأناديها بكلمات لطيفة، حبيبتي وصغيرتي، فماذا أفعل حتى يتوقف الناس عن مقارنة شقيقتي الحبيبة بي؟ وكيف أجعلهم يتقبلونها كما هي؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، وهنيئا لك هذا التميز والعبقرية، وإذا مدحك الناس فامدح رب الناس الوهاب الذي وهبك هذه القدرات.

ننصحك باستخدام هذه القدرات فيما يرضي الله تبارك وتعالى، فإن أول ما يجب على من أنعم الله عليه بنعمة ألا يستخدم نعم الله في معاصيه، قال الله على لسان كليمه موسى: {رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين}.

ونوصيك بأن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، ففي ذلك تحصين لنفسك وحفظ لها، واجتهد في تسليط الأضواء على إيجابيات شقيقتك، وتذكيرها بأن نعم الله مقسمة، وليس من الضروري أن تخبرها أنك علمت بما في نفسها، ولكن من المهم أن تبدأ في العلاج، بأن تسلط الأضواء على إيجابياتها، وتظهر الإعجاب بالنعم التي وهبها الله تبارك وتعالى لها، وأنت تتكلم عن جمالها، وحسن تربية الوالد لها، وما عندها من ذوق وطيبة قلب، وهذه ميزات عالية وميزات غالية.

وندعوك أيضا إلى الاهتمام بتطوير هذه الموهبة، فإن الموهبة التي وهبها الوهاب إذا قام صاحبها بصقلها وحسن التدريب عليها وتطوير هذه القدرات؛ فإنه لا يبارى في هذه الميادين، واعلم أن الذي يعينك على الاستقامة في التفوق هو طاعة الله تبارك وتعالى، وحفظ حدود الله تعالى ورعايتها، فإن المعاصي سبب لضياع العلم، فاستقم على أمر الله تبارك وتعالى، واثبت على ما أنت عليه، ولا تحاول أن تظهر كل ما عندك، فإن صاحب النعم محسود.

والإنسان في بعض الأمور ينبغي أن يقضي حوائجه بالكتمان، واستمر في بر والديك والإحسان إلى الناس، وحافظ على هذا التميز – كما أشرنا – بالمذاكرة وبالطاعة لله تبارك وتعالى، وبالتدرب وباستخدام هذه القدرات فيما يرضي الله تبارك وتعالى، واجتهد في أن تكون حاضرا منضبطا في مدرستك، فإن الانضباط والانتظام في الدراسة أيضا من الأمور التي تعين الإنسان على الاستمرار في الصعود، واكتساب مزيدا من الخبرات من خلال الحرص على الحضور والاستماع للأساتذة الكرام.

عليك أيضا أن تجتهد في أن تعين هذه الشقيقة على ما يرضي الله تبارك وتعالى، وتجتهد في أن تكون قريبا منها، وإذا أردت أن تظهر عواطفك تجاهها فنتمنى ألا يكون ذلك أيضا في الشارع، وإنما ينبغي أن تظهر ذلك في المكان المناسب وبالطريقة المناسبة، فليس كل من في الشارع يعلم أنها شقيقتك، واجتهد دائما في أن تكون عونا لها على الخيرات، واحرص على تطييب قلبها وتقديم المساعدات لها، فإن أخت الإنسان بأرفع المنازل، حتى قالوا: لو كانت ليوسف أخت لبحثت عنه كما بحثت أخت موسى عن موسى الكليم -عليهم جميعا صلاة الله وسلامه-.

فالأخت بأرفع المنازل، ونحن نحيي حبك لها، واهتمامك بها، وتقديمها على نفسك، وهكذا ينبغي أن يكون الأبطال، زادك الله علما وحرصا وخيرا، ومن المهم جدا أن تستمر في تواصلك مع الموقع، فنحن نشرف بأن يكون الأبناء المؤدبين المتفوقين من جمهور هذا الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يجعلك فخرا لأهلك ولأمتك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات