هل سأبقى معتمدة على الدواء النفسي طول عمري؟

0 24

السؤال

السلام عليكم

أرجو أن يرد علي الدكتور محمد عبد العليم.

شخص مرضي من قبل طبيب نفسي باضطراب القلق العام، حيث بدأ الأمر بنوبة هلع ليلية حدثت بسبب الإفراط ليلا بالقهوة، وحديث عن الجن، الظاهر أنه أحدث عندي خوفا، أصبت بعدها بأرق شديد وقلق واكتئاب، وضعت خطأ على المهدئات والدوكسيبين لمدة سنة، ثم غيرت الطبيب، فوصف لي زولوفت ٥٠ وكيتيابين ٥٠، وضعي تحسن تماما ولله الحمد، وعاد النوم، ورجعت نفسيتي لما كانت عليه، طلب مني الطبيب بعد ٤ أشهر من استخدام الأدوية الجديدة أن أخفف الكيتيتبين لـ ٢٥، لم أستطع وخف النوم، وصارت تحدث لي شبه هلاوس وأنا بين اليقظة والنوم، فعدت لعيار ال ٥٠.

سؤالي: هل سأبقى معتمدة على الدواء كل عمري؟

أرجو منكم الرد، وشكرا على هذا الموقع الأكثر من رائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

لا شك أن السيرترالين – والذي هو الزولفت – من أفضل الأدوية لعلاج القلق، خاصة القلق المصحوب بنوبات هلع أو مخاوف بصفة عامة، والـ (كويتيابين) قطعا دواء داعم للزولفت، وهو بالفعل يحسن النوم كثيرا.

أنا أعتقد أن جرعة 25 مليجراما تعتبر جرعة كافية جدا لتحسين النوم، وأنت لا تحتاجين قطعا الاستمرار على الدواء طوال العمر، أسأل الله تعالى أن يطيل عمرك في صحة وعافية وفي عمل الصالحات.

الدواء يستعمل مرحليا، لفترة – نحن نقول – ستة أشهر، بعد التحسن الكامل يمكن للإنسان أن يتوقف عن الدواء تدريجيا، بشرط أن يكون نمط الحياة نمطا إيجابيا، وأقصد بالنمط الإيجابي هو:

أن تحسني إدارة وقتك، أن تمارسي الرياضة – أي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة – أن تتجنبي النوم النهاري، أن تتجنبي تناول الميقظات كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا بعد الساعة الخامسة مساء، وأن تثبتي وقت النوم، وأن تحرصي على الأذكار، خاصة أذكار النوم، وأن تمارسي تمارين الاسترخاء قبل النوم، مهمة جدا.

هذه الأشياء التي ذكرنا تحسن الصحة النومية بصورة فعالة جدا، وحين تتحسن الصحة النومية طبعا بعد ذلك سوف تنخفض الحاجة للدواء.

هذه هي نصيحتي لك، والحمد لله تعالى أنت لديك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك، لديك العمل، متعلمة، فكوني دائما في جانب التفاؤل من الناحية الفكرية وكذلك ناحية المشاعر والأفعال.

أطمئنك تماما عن الزولفت، والحمد لله تعالى أنت استفدت على جرعة صغيرة جدا، وهي خمسون مليجراما يوميا، علما بأن الجرعة الكلية هي حتى أربع حبات في اليوم، أي مائتي مليجرام.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات