السؤال
تعرفت على شاب متزوج، وأكبر مني بحوالي ١٥ سنة، بحكم عملنا بنفس المكتب، الشاب أخلاقه حميدة وملتزم، ولما أحس بمشاعر نحوي عرض علي الزواج، وأنه سيحاول إقناع زوجته، ولكن زوجته عارضت الأمر، وأصرت على الطلاق، مع علمها مسبقا أنه مستحيل أن يطلقها، ولكنها تستخدم تلك الجملة لجعله يصرف نظر، وقد حاولنا أن نبتعد وننهي الموضوع، ولكن لم نستطع وما زال يحاول معها.
هل يحق لها أن تعارض بتلك الطريقة؟ وهل هناك طريقة لنستطيع إقناعها؟ نحن لا نريد إلا الحلال، ولا نريد خراب البيت الأول، ولكن كيف نستطيع أن نقنعها؟ وهل لو أني تكلمت معها دينيا وأخلاقيا من الممكن أن تقتنع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
وقد أصبت – أيتها البنت الكريمة – حين أدركت أن السعادة في زواجك بهذا الرجل لن تكون على أساس هدم البيت الأول، وهذا دليل على رجاحة في عقلك وحسن في دينك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا، وأن ييسر لك الخير.
ومعارضة هذه الزوجة لزواج زوجها بزوجة ثانية أمر متفهم ومألوف، فالغيرة مما طبع الله تعالى عليها النساء، ولكن هل لها الحق في أن تمانع وتعترض على زواج زوجها أو ليس لها الحق؟ هذا مبني على الشروط التي بينها وبينه حين عقد الزواج، فإذا لم تشترط عليه ألا يتزوج عليها وكان الزوج قادرا على أن يؤدي الحقوق الواجبة عليه من النفقة – وغير ذلك – ويأمن على نفسه من الوقوع في الظلم، بأن يقيم العدل بين الزوجتين، فله أن يتزوج وليس لها حق الاعتراض.
وأما إقناع هذه المرأة بزواج زوجها؛ فهذا أمر يحتاج إلى نوع من الحكمة والصبر، وأول من ينبغي أن يحاول ذلك هو زوجها، وأن يستعين على ذلك بمن له كلمات تؤثر على زوجته.
أما أنت فلا نظن أن الأمر سيكون مقبولا منك، وأن نصيحتك الدينية لها ستكون مؤثرة فيها، ولهذا ننصحك بأن لا تدخلي في هذا المضمار، وينبغي للزوج أن يحاول إقناع زوجته بذلك، فإن أراد الزواج ولم تكن اشترطت عليه ألا يتزوج عليها وكان قادرا على ذلك؛ فليس من شرط صحة الزواج رضا الزوجة الأولى.
ونحن ننصحك – ابنتنا الكريمة – بأن تفوضي أمورك إلى الله تعالى، وتعلمي أن ما يقدره الله تعالى لك هو الخير، فكما قال الله في كتابه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}، ولهذا ننصحك بأن لا تعلقي قلبك بهذا الرجل، وأن تقطعي أسباب التواصل والاتصال به، فإذا كان الله تعالى قد قدر الزواج به فسييسره، وسيكون ما كتب الله، وإن لم يكن قد قدر ذلك فتكوني قد أرحت نفسك وحفظت نفسك من الوقوع فيما لا تحمد عاقبته.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان.