أحب إنساناً لا يعرف عني شيئا، كل حياتي تدور حوله!

0 24

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، عمري 22 سنة، أحببت إنسانا منذ أن كان عمري 17 حبا شديدا، لكن هو لم يكن يعرف (هو لا يعرفني هل أنا موجودة في هذه الحياة أو لا)، ومع الوقت أصبحت أحلامي بأكملها متعلقة به، دعوت الله سبحانه وتعالى أن يكون من نصيبي.

منذ 5 سنوات كنت دائما أبكي في صلواتي وأدعو، وكلما أقول إنه من المستحيل أن يأتي ذلك اليوم؛ لأنه ليس من طبقتي الاجتماعية، كانت تأتيني إشارات وأحاسيس تجعلني لا أتخلى عن هذا الحلم، وأقول إن الله سبحانه وتعالى ما وضع لي هذا الحلم في قلبي إلا لحكمة.

منذ يومين شاء الله ورأيت أنه خطب ولم أصدق، لا أعرف كيف أوصف لكم إحساسي، أحلامي كلها تحطمت، أشعر بأني أعيش الآن وكأني أتنفس بلا أي هدف في الحياة، كل أهدافي كانت معه، والله لم أفعل أي شيء حرام، قلبي أحبه، واتجهت إلى الله ملك الملوك لأعرف ما أسباب عدم استجابة الدعاء، والله قد فعلت كل ما في جهدي لكن النصيب قال شيئا آخر، أتمنى أن تدعوا لي بالهداية والتوفيق، شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

نحن ندرك -أيتها البنت الكريمة- مدى المعاناة التي تعيشينها، فإن تعلق القلب وإصابته بالحب والهوى أمر متعب وشاق على الإنسان، ويوقعه في أنواع من الأوجاع والآلام، ولهذا الإنسان العاقل هو من يبادر إلى مداوة هذا العشق ومحاولة التخلص منه ما أمكنه ذلك، وفي مثل هذه الحالة التي أنت فيها يصبح التعلق مضرة لا فائدة منها، ولهذا نحن ننصحك باتخاذ الأسباب والتدابير التي تعالجين بها قلبك وتخلصينه بها من هذا التعلق، ومن هذه الأسباب:

أن تذكري نفسك باليأس من هذا المحبوب، فإن عادة النفوس البشرية أنها إذا يئست من الشيء نسته أو سهل عليها أن تتناساه، وينبغي أن تفكري في الأمر بعقل، وأن تنظري فيه بواقعية بعيدا عن الأحلام، والأماني، فليس كل ما يتمنى المرء يدركه، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وإذا تعلق الإنسان بما لا يدركه ولا يقدر على الوصول إليه أصبح كمن يعشق الشمس ويريد أن يصل إليها، ولو تفكر في ذلك لوجد من مشاعر اليأس من هذا المحبوب ما يسليه ويخفف عنه معاناة هذا التعلق، فهذه أول الأمور التي ينبغي أن تذكري نفسك بها على الدوام، أن هذا تعلق لا حقيقة له أو لا قدرة على الوصول إلى ما تتعلقين به، فإذا تفكرت بهذا المعنى جيدا سهل عليك أن تنصرفي عنه وأن تتناسي هذا الشخص.

الشيء الثاني أو السبب الثاني: التحول إلى غيره، فينبغي أن تحرصي على أن تتزوجي بشخص يتناسب معك ويسهل عليك وعليه أن تعيشا معا، فخذي بالأسباب للزواج -أيتها البنت العزيزة- ما أمكنك من هذه الأسباب التعرف على النساء الصالحات، فإنهن خير من يساعدنك على البحث عن الزوج الصالح، والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بأن يرزقك الزوج الصالح دون تعليق قلبك بشخص بعينه، ففوضي أمورك إلى الله، وأكثري من طاعته وذكره ودعائه ولن يردك خائبة -بإذن الله تعالى-، كما أن من الأسباب المعينة لك للتخلص من هذا التعلق الاشتغال بما ينفعك وشغل النفس فإن القلب لا يتسع بشغلين في آن واحد، كما قال الله تعالى (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)، فإذا شغلت ليلك ونهارك بما ينفعك في دين أو دنيا فإن هذا التعلق سيزول رويدا رويدا حتى ينتهي، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات