السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عملت حسابا وهميا باسم شاب وأنا صغيرة، وتواصلت من الحساب مع صديقتي، وتعلقت صديقتي بالشاب الوهمي، ولم أستطع أن أخبرها أنه أنا، واستمر الوضع سنوات، لحين ما قررت أن أتوب وعزمت على حذف الحساب فجأة، كيف أتوب من خداعي لصديقتي طوال هذا الوقت؟ رغم أنها تضررت ودخلت في حالة حزن بسببي وأنا نادمة جدا، وأحاول إخراجها من وضعها بكل ما أقدر.
كيف أتوب دون أن أخبرها أني صاحبة الحساب؟ ولا أريد أن تكتشف أمري يوم القيامة، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب..
لقد أحسنت حين قررت التوبة إلى الله تعالى، وترك هذا السلوك الذي سلكته منذ سنوات، فهذا من توفيق الله تعالى لك؛ لأن الإنسان لا يتوب إلا إذا أراد الله تعالى له التوبة، وذلك علامة على أن الله تعالى أراد به الخير، كما قال الله سبحانه وتعالى: (ثم تاب عليهم ليتوبوا).
ونصيحتنا لك أن تبادري لهذه التوبة دون تأخير، والتوبة تعني الندم على فعل الذنب والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع الإقلاع وترك الذنب في الحاضر مباشرة دون تأخير.
وأما طلب العفو من صديقتك، فنصيحتنا لك أن لا تطلبي منها العفو والمسامحة؛ لأن هذا الطلب قد يؤدي إلى مفاسد في العلاقة بينك وبينها أكثر مما يترتب عليه من المصلحة، وينبغي أن تبذلي وسعك في محاولة إعانة زميلتك للخلاص من الحالة التي وقعت فيها، وهذا أمر سهل إن شاء الله تعالى، بأن تذكريها بأن الأشخاص الذين يتواصل بهم كثيرا ما يكونون متصيدين أو أشخاصا وهميين أو نحو ذلك، وتحاولي أن توصلي إليها هذه الرسالة وأن هذا الشخص الذي تواصلت به ربما يكون واحدا من هؤلاء، وأن كثيرا من الفتيات وقعن في مثل هذا ولكنها هي أحسن حالا حيث لم تقع في مفاسد أكثر ولا مضار اعظم ونحو ذلك من الكلام الذي يخفف عنها مصيبتها.
كما أنه ينبغي لك أن تناصحيها وأن تذكريها بالله سبحانه وتعالى وبحدوده، وأن التفريط في حدود الله تعالى والوقوع في معصيته يجر الإنسان إلى أنواع من الآلام والأضرار، ومن ذلك هذا التعلق الذي عاد عليها بالضرر، فهذا النوع من النصح والتذكير لزميلتك فيه خير لها ونفع، كما أن فيه أجرا لك أيضا، وما دام الله سبحانه وتعالى قد ستر عليك هذا الفعل الذي فعلته مع زميلتك، فلا ينبغي أن تكشفيه أنت، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتكلم عن الذنوب والمعاصي: "فمن اصاب شيئا من هذه القاذورات فليستتر"، فلا ينبغي أن تحدثي أحدا بما حصل معك أو بما فعلته مع زميلتك، وإذا كان الله عز وجل قد ستر على الإنسان ذنبه في الدنيا، فإنه يستره عليه أيضا في الآخرة ويغفره له، كما دل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "فإن الله تعالى يقول للإنسان يوم القيامة بعد أن يدنيه منه ويقرره بذنبه يقول له: "أنا سترتها لك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم".
أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك الشر وأهله.