هل أصبت بالتهاب الأعصاب؟

0 32

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة، كنت أمارس العادة مدة 9 سنوات، منذ أن كان عمري 11 سنة، بعد البلوغ أصبحت أعاني من تشتت الذهن، وضعف الذاكرة، وتراجعت في الدراسة، وأصبحت أعاني من الانطواء، ومنذ سنة أصبحت أعاني من تنميل في الوجه واللسان والشفتين واليدين، وحالتي النفسية سيئة للغاية.

وحين ذهبت إلى الطبيب قال لي بأن لدي ضعفا عاما، وطلب مني تناول أقراص فيتامين B12 لمدة شهر.

أرجو منكم المساعدة هل أصبت بالتهاب الأعصاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Takwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

لديك درجة بسيطة من القلق والتوترات النفسية، وطبعا ممارسة العادة السرية لعبت دورا كبيرا في ذلك، وأحد العوامل الرئيسية التي أدت أيضا إلى تشتت الذهن وضعف الذاكرة والتراجع الدراسي هو شعورك بالذنب حول هذه الممارسة، والشعور بالذنب يكون على مستوى العقل الباطني، لأن الفطرة السليمة – خاصة فطرة المسلم والمسلمة – تستنكر تماما هذه الممارسات، فالإنسان قد كرمه الله تعالى وهو أطهر من أن يكون عبدا أو مستعبدا لممارسة قبيحة مثل العادة السرية، خاصة عند الفتيات.

أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تعيشي قوة الآن، الآن أنت الحمد لله قد تبت من هذا الفعل، والله تعالى غفور ورحيم ولطيف بعباده، {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، {إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.

وهذه الممارسة تحدث وسط البعض من البنات، لكن بفضل الله تعالى حين يأتي العقل والإدراك ترتقي الفتاة بنفسها، وتنتقل لمراحل الطهر الكامل، وهذا قطعا نوع من التطوير النفسي والسلوكي الذي ينتج عنه حياة نفسية إيجابية وجميلة.

فاتركي هذا الماضي، وعيشي قوة الحاضر (الآن)، وكل المطلوب منك حقيقة هو: تنظيم وقتك، وأهم خطوة في تنظيم الوقت هو أن تنامي مبكرا، النوم المبكر له فوائد عظيمة، يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الجسد، والموصلات العصبية الخاصة بالنفس، وينتج عن هذا أن يستيقظ الإنسان مبكرا، يؤدي صلاة الفجر وهو نشط، ثم يبدأ يومه.

ويعرف تماما أن المواد الإيجابية الدماغية تفرز في فترة الصباح، الفترة من الساعة الرابعة إلى السابعة تفرز فيها مواد السيروتونين والأكستوكسن وحتى الدوبامين – أو ما يسمى بهرمون السعادة – هذه كلها تفرز في هذه الفترة، ومن ينام نوما جيدا ويستيقظ وهو نشط يستفيد كثيرا من يومه، يتحسن التركيز، تتحسن الدافعية والقابلية نحو الانطلاق نحو حياة إيجابية.

والرسول صلى الله عليه وسلم نصحنا بأن البكور فيه خير، وقال: (بورك لأمتي في بكورها)، وورد الدعاء منه بقوله: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، وهو قدوتنا في الحياة، صلى الله عليه وسلم.

أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أيضا أن تركزي على ممارسة تمارين رياضية، أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة سوف تساعدك كثيرا على بناء نفسك وبناء جسدك، وتحسين تركيزك، وشعورك بطاقات متجددة. حاولي أن تركزي على دراستك، أرجو أن تكوني أيضا حريصة على بر والديك، وعلى التواصل الاجتماعي الإيجابي، ولابد أن تقرئي شيئا من القرآن يوميا، احرصي على أذكار الصباح والمساء، يجب أن تكون لك آفاق إيجابية ومتسعة، يجب أن تكون لك آمال، وتكون لك أهداف، وتضعي الخطط التي توصلك إليها.

ليس لك أي التهاب في الأعصاب ولا شيء من هذا، هو مجرد إجهاد نفسي وجسدي، وقد نصحناك بما هو مطلوب، ولا مانع أن تتناولي فيتامين (ب12) لمدة شهر كما نصحك الطبيب، ومن جانبي أريد أن أصف لك أحد مضادات القلق ومحسنات المزاج، عقار بسيط يسمى (سيبرالكس) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (اسيتالوبرام)، ابدئي في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – لمدة عشرة أيام، تناولي عشرة مليجرام لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات