أعاني من نوبات الهلع والرهاب.. فهل يمكنكم مساعدتي؟

0 25

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي للدكتور/ محمد عبد العليم.

أنا شخصية ذات طابع وسواسي، تأتيني الوساوس كل فترة بصورة جديدة، ولا أعلم أنها وساوس، تأتي بصورة خفيفة وعابرة، سيطرت عليها وكانت حياتي طبيعية.

بعد فترة أصبت بمغص، ودوار، وفقدان الشهية، ونزول الوزن، ثم أصبت بنوبة هلع أنني سوف أموت، كانت الأعراض بسبب تناول طعام ملوث، وإصابتي بجرثومة المعدة، ونقص فيتامين (د)، ونقص الحديد.

أخذت الدواء وتعافيت من الجرثومة، وأصبحت أعاني من القولون العصبي بسبب أدوية جرثومة المعدة، ووصف لي الطبيب سبراكس عند اللزوم فقط، حبة واحدة قبل الأكل بربع ساعة، لدي نوبات هلع قوية، قلق وتوتر، وزيادة في نبضات القلب، وخوف من الموت، وصعوبة في النوم، وخوف من الخروج من المنزل، أو مجالسة الناس، أو الأماكن العامة والمزدحمة، وسماع خبر أن أحدهم توفاه الله، والخوف من المستقبل.

كل ذلك كان يأتي عندما تأتي نوبات القولون، أصبحت حياتي كلها تتمحور حول الموت، دخلت على الإنترنت وبدأت أبحث عن علاج لحالتي، فوجدت موقعكم ووجدت استشارات تشبه حالتي، استفدت و-لله الحمد- في السيطرة على نوبات الهلع والخوف، لكن الخوف من الموت وكل شيء أربطه بالموت والتفكير السلبي والخوف من المستقبل.

ما زالت هذه المخاوف والمشاعر موجودة، ولكنها أقل من السابق، ولو أتت الفكرة أصرف تفكيري عنها وتذهب، وأفكر بصورة إيجابية، وأحيانا لا أستطيع، فكيف أعالج نفسي وأغير تفكيري السلبي وخوفي غير المبرر من الموت؟ أريد ذلك بدون أدوية، خاصة أنني أصبحت أسيطر على نفسي، وفهمت بأنه القولون، وأنها نوبات وتشنجات عادية.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noran حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية..

كما تفضلت وأوضحت أنت لديك قلق مخاوف ذي طابع وسواسي، فهنالك نوبات الهلع ونوبات الهرع، وأيضا لديك الخوف الاجتماعي، وكذلك الرهاب الساحة، هذه الأعراض كلها متداخلة، والمكون الرئيسي لها هو القلق والخوف، أهم شيء هو أن يحقر الإنسان هذه الأفكار لأنها أفكار مرضية هذا في المقام الأول، وهذا ليس بالصعب، والوساوس يجب أن لا تدخلي في حوارها أو نقاشها، الخوف من الموت شائع جدا وسط الكثير من الناس، وقد لاحظنا تزايد الحالات هذه الخوف من الموت بعد ظهور جائحة كورونا، حيث أن مستوى الوفيات كان مرتفعا.

أيتها الفاضلة الكريمة: الخوف الشرعي من الموت مطلوب، والخوف الشرعي من الموت يقضي على الخوف المرضي، الخوف الشرعي يتطلب أن تكون هنالك قناعة مطلقة، أن الموت هو حقيقة حياتية ثابتة ولا جدال حولها أبدا، والإنسان إذا خاف من الموت هذا لن يعجل بموته، وإذا لم يخف هذا لن يباعد بينه وبين الموت، ولكل أجل كتاب، من خلال هذه القناعات الراسخة يعمل الإنسان بطريقة الإيجابية ومفيدة جدا.

يحرص الإنسان على صلواته، على عباداته، ويكون في ذات الوقت مفيدا لنفسه ولغيره، الاجتهاد في أمور البيت، حسن إدارة الوقت، التواصل الاجتماعي، صلة الأرحام، التنظيم الغذائي، تجنب السهر، ممارسة الرياضة، الانضمام لأي أنشطة اجتماعية أو دعوية أو ثقافية، أو الدخول مثلا في برنامج لحفظ وتدارس القرآن، الحياة حين تكون مثمرة وإيجابية يتقلص تماما الشعور السلبي حتى الشعور بالخوف من الموت، يتحول إلى شعور إيجابي أن الموت حقيقة راسخة، ويحرص الإنسان على -إن شاء الله- أن يحسن خاتمته، وأن يكون الإنسان ساعيا في هذه الحياة، هذه الطرق الأساسية التي تقلص مشاعر الخوف المرضي من الموت.

أنا أنصحك حقيقة أيضا بأن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، أنت ذكرت أنك لا تودين تناول دواء، لكن الثوابت العلمية توضح أن التغيرات التي تحدث في كيمياء الدماغ هي أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى القلق والمخاوف والوساوس والتوترات، وطبعا ما هو بيولوجي لا يمكن أن يصحح إلا بيولوجيا، وبفضلا من الله تعالى الآن توجد أدوية بسيطة وسليمة وغير إدماني.

مثل عقار سيبرالكس والذي يسمى استالبرام، بجرعة بسيطة جدا تبدئي بنصف حبة 5 مليجرام من الحبة التي قوتها 10 مليجرام تستعملين هذه الجرعة لمدة 10 أيام، ثم تناولي 10 مليجرام يوميا لمدة شهرين ثم 5 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء، أنا أعتقد هذه هي الفائدة العلاجية الدوائية مهمة جدا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات