السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 22 سنة، طالب في الطبية وفي المرحلة الثالثة، عانيت في فترة البكالوريا من وسواس قهري شديد متمثلا بحديث النفس والقلق، وتردد الكلمات في دماغي، وعندما أرجع من الامتحان يصيبني وسواس بأنني نسيت سؤالا أو شيئا آخر، وعندما أريد الكتابة يراودني شعور بأن الأوراق سوف تتطاير، وسواس بأني سأنسى كل شيء، ولكن الوسواس تطور وصرت:
1- أتكلم مع نفسي كثيرا، وكأن شخصيتي منشطرة، فأسأل وأجيب عن نفسي، ومن ثم أتوقف، فأشعر بأن نفسي تتكلم وأريد إيقافها لكني لا أستطيع أبدا، وأقوم بتغيير الحوارات، أو مثلا عندما أذهب لمكان أقوم بتغيير الأحداث، أو أضيف مشهدا للحدث.
2- أتذكر أحيانا مواقف لم تحدث، أو أقوم بخلق سيناريوهات غير حقيقية في مخيلتي، ثم بعد فترة أشعر أن الأحداث كموقف حقيقي حدث، وأعلم أنها وهمية، لكن الأفكار مستمرة رغم تفاهتها، وكل موضوع صغير يبقى في عقلي لا أنساه أبدا، حتى لو كان تافها.
3- أعاني من تقلب المزاج؛ بحيث يصيبني اكتئاب شديد صباحا وظهرا، وأفقد شغفي بالحياة، ولا أذهب للدوام، ولا أعمل أي شيء، لكن الاكتئاب يخف قليلا ليلا ويرجع شغفي بالحياة، وأرغب بالدوام في اليوم الثاني، لكن عندما أستقيظ، لا أذهب للدوام وهكذا، بحيث أصبحت قراراتي في الصباح تختلف عن المساء، حاولت الانتحار بلمس المصابين، وفكرت بالغرق بحيث أشعر نفسي تخرج من جسدي.
علما أن نومي سيء للغاية، وحتى لو تعبت وبقيت مستيقظا ليومين لا يصيبني النعاس، وعندما أريد النوم فإن نومي خفيف جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عباس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
رسالتك واضحة جدا، وأنت قد سردتها في نقاط جيدة وذات طابع علمي، وبالفعل كما تفضلت كان لديك قلق وسواسي، والآن لديك أعراض حديث النفس وهو ذو طابع وسواسي أيضا، وربما يكون هنالك شيء من أحلام اليقظة أيضا موجود، تقلب المزاج هو دليل على وجود عسر في المزاج، وأنت وصفت وصفا دقيقا جدا وهو أنك في فترة المساء تحس بالارتياح قليلا، وهذه سمة من سمات بعض أنواع الاكتئاب، لكن -إن شاء الله تعالى- ليس اكتئابا عميقا.
إذا أنت لديك ما نسميه بالقلق الاكتئابي من الدرجة البسيطة مع أعراض وسواسية، العلاج طبعا يتكون من علاج دوائي، وعلاج سلوكي اجتماعي، وعلاج إسلامي، العلاج السلوكي الاجتماعي هو يجب أن تحقر الفكر السلبي وتستبدله بفكر إيجابي، دائما بالنسبة للأفكار والمشاعر وكل شيء في الدنيا، هنالك الثنائية تكون أحد المكونات تشاؤميا أو سلبيا، ويكون المكون الثاني إيجابيا وتفاؤليا.
فيا -أخي الكريم- استبدل كل ما هو سلبي وتشاؤمي لما هو إيجابي وتفاؤلي، وحاول أن تعزز هذه المشاعر الإيجابية في ذاتك، أنت -والحمد لله- لا زلت صغيرا في السن، -وما شاء الله- طالب في كلية الطب، -وإن شاء الله- تعالى أمامك حياة طيبة، فلا تجعل الفكر السلبي يتكالب عليك.
كثير من علماء النفس والسلوك مثل البروفسير أرون بيك يرون أن الفكر السلبي هو الذي يؤدي إلى المزاج السلبي، حتى نغير من مزاجنا يجب أن نغير من أفكارنا، ونتفائل أكثر، ونمط حياتك أيضا يجب أن يكون منظما، تجنب السهر هذا يجعلك حقيقة تستيقظ مبكرا، وأنت في نشاط تصلي صلاة الفجر وتدرس بعد الصلاة مباشرة، الصلاة، الاستحمام، الورد القرآني، تناول كوب الشاي، وادرس لمدة ساعة على الأقل، الدراسة لساعة في هذا الوقت تعادل الدراسة ثلاث ساعات في بقية اليوم، وسوف تذهب وأنت متفائل جدا للكلية، لأنك قد أنجزت، وهذا أسلوب من أساليب علاج الاكتئاب.
حقيقة الفعاليات الإيجابية في الأوقات الإيجابية وبالكيفية الإيجابية، أريدك أن تحرص على ممارسة الرياضة مهمة جدا، التواصل الاجتماعي، القيام بالواجبات الاجتماعية، الترفيه عن النفس، الصلاة في وقتها كلها ضرورية ولازمة.
بقي أن أصف لك علاجا دوائيا، أحسب أنه سيكون مفيد جدا بالنسبة لك، الدواء يسمى سيبرالكس هذا هو اسمه التجاري وعلميا يسمى استالبرام هو دواء سليم وفاعل، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة أي 5 مليجراما من الحبة التي تحتوي على 10 مليجراما، استمر على جرعة البداية هذه 10 أيام، ثم تجعلها 10 مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم 20 مليجراما يوميا لمدة شهرين، وهذه الجرعة العلاجية السليمة، بعد ذلك ترجع للجرعة الوقائية بأن تتناول 10 ملجراما يوميا لمدة شهرين ثم تجعل الجرعة 5 ملجراما يوميا لمدة شهر، ثم 5 ملجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء .
جزاك الله خيرا.