السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجي ملتزم جدا، وفي أحد الأيام بعد صلاة العشاء نام وحلم أن إحدى زوجات أخي تسحرني ولم يذكر اسمها، وذكر أن التي تكتب لها السحر اسمها (.....)، ووجد سحرين في بيت مهجور، الأول في 2020م، والثاني في 2022م، وقرأ آية الكرسي ثلاث مرات، وخنق اثنين من الجن، الأول حاول الهرب والآخر حاول أن يقاتله واحترق السحر، ودعا ربه أن يرد كيدها في نحرها، ووجد عباءة فضية معلقة في البيت المهجور، علما أنني فقدت من بيتي وشاحا فضي اللون، منذ 15 يوما.
سألت إحدى خريجات الشريعة، وأعطتني الرقية الشرعية، وقالت: لدي سحر مأكول، وأنا أعاني من آلام في المعدة والبطن، ورائحة بالفم، وإمساك مزمن منذ ثمان سنوات، ولم يستطع الأطباء تحديد السبب.
التزمت بالأذكار، وسورة البقرة، وسورة الزلزلة، وسورة ق، وقرأت على الماء المعوذات وسورة البقرة، وأشرب منه منذ أن رأى الرؤيا، وشربت زيت الخروع المرقي، وأحسست براحة -الحمد لله-.
ليلة البارحة رأيت في نومي أنهم يحاولون أذيتي ولا أذكر شيئا، فقط أذكر بأنهم يرشون التراب وأنا أقرأ القرآن، أحسست بضيق وعذاب، ولكنهم لم يتمكنوا مني، استيقظت وقرأت المعوذات وآية الكرسي، وكنت خائفة من قراءة القرآن بطريقة خاطئة، وأيقظت زوجي فقال: إنه كان يراهم يعذبونني، لأنهم تأذوا مني، وقيل له يجب قراءة سورة المؤمنين، قرأت السورة وصليت قيام الليل ونمت.
ما يقلقني أن دورتي الشهرية قد اقتربت، فكيف أحصن نفسي أثناء الدورة الشهرية؟ ونسيت أن أذكر أنه قبل ثلاث أو أربع سنوات رأى زوجي في أول يوم من رمضان شيخا يرتدي ملابس بيضاء قال له إن زوجتك مسحورة، وكان يحصل لي الكابوس (الجاثوم).
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل مكروه، ويعجل لك بالعافية والشفاء، والذي يمكننا إعانتك به –أيتها الأخت العزيزة– النصائح التالية:
أولا: المداومة على ذكر الله تعالى، واستعمال الرقية الشرعية، وقد أحسنت بالتوجه إلى الرقية الشرعية؛ فإنها نافعة -بعون الله تعالى-، فاصبري وداومي عليها، وسيجعل الله سبحانه وتعالى لبلائك نهاية، ولضيقك مخرجا، فإنه يقدر البلاء على المؤمن لحكم بالغة، وسيرفعه سبحانه وتعالى، فأحسني ظنك بالله، واعلمي أنه لا يعجزه شيء سبحانه.
ثانيا: نصيحتنا لك –ابنتنا العزيزة– ألا تبني أحكاما على الرؤى المنامية، فإن الشيطان يحاول أن يدخل الحزن إلى قلب المؤمن بكل وسيلة يجدها، كما أنه يسعى جاهدا للتحريش بين المسلمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم)، يعني: ولكنه يرضى بأن يحرش بينهم، ويفسد العلاقات ويقطع الأواصر، أواصر المحبة والود والرحم وغير ذلك، فالحذر الحذر من الانجرار وراء الأحكام الدائرة في الرؤى المنامية، والأصل هو إحسان الظن بالمسلم، كما قال الله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)، وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن) متفق عليه.
ينبغي لك أن تحرصي على الشيء النافع، والشيء النافع هو الرقية الشرعية التي تفعلينها، فداومي عليها.
أما بخصوص ما سألت عنه في كيفية تحصين نفسك أثناء العادة الشهرية؛ ففي أثناء العادة يجوز لك ذكر الله تعالى، بل يستحب ويطلب منك بكل أنواع الذكر إلا الصلاة والقرآن، أما الصلاة فبإجماع المسلمين أنك لا تصلين أثناء العادة الشهرية -أثناء الحيض-، وأما قراءة القرآن -أثناء الحيض- ففيه خلاف بين العلماء، فبعضهم يرى جواز القراءة، وبعضهم يقول لا يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن، وبعضهم يقول: يجوز لها أن تقرأ إذا خشيت نسيان شيء تحفظه من القرآن.
لا حرج عليك في الأخذ بقول من الأقوال هذه، ولكن الأفضل عند بعض العلماء أن تتجنبي قراءة القرآن أثناء الحيض.
أما عن الرقية الشرعية بخصوصها فيمكن أن يرقيك زوجك في فترة الحيض، فيكون هو الذي يتولى قراءة القرآن، وتقومين أنت بممارسة الأدعية الأخرى، وإذا اتبعت قول العلماء الذين يجيزون قراءة القرآن للحائض فلا حرج عليك كما أسلفنا.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير ويصرف عنك كل مكروه.