هل أقبل عودة طليقتي بعد أن طلبت الطلاق قبل الدخول؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

كنت تعرفت على فتاة في الجامعة وأعجبت بها، واستمررنا في التواصل لثلاث سنوات إلى أن أكملت الدراسة وتوظفت، ثم ذهبت لخطبتها، مرت مراحل الخطبة وأيضا عقد القران ببعض الصعوبات والمشاكل نظرا لبعض الظروف القاهرة، وبعد سنتين ومع اقتراب حفل الزفاف، وقعت مشاكل بيني وبين زوجتي متعلقة بموضوعين:

الأول: هو السكن، حيث رزقني الله مؤخرا بعمل عن بعد وسكنت في منزل والدي في طابق مستقل، وقد اتفقت مع زوجتي على هذا الأمر من البداية إلا أنها مع اقتراب الزفاف تراجعت.

الموضوع الثاني: هو أنها تريد البقاء في عملها الذي تمارسه في مدينة أخرى، وهذا كنت رفضته في البداية إلا أني اقترحت عليها أني سوف أقبله وأنتقل للعمل في مدينتها بشرط أن تترك العمل ونعود للسكن في منزلي الحالي إذا رزقنا الله بذرية، وقد ابتدأت بالاقتناع بهذا الحل إلا أني فوجئت بعد أيام أنها أصابها خوف من هذا الزواج وأنها لا ترى نفسها قادرة على تحمل المسؤولية، بل وتراجعت عن الحل المتفق عليه، وتريد سكنا مستقلا، وأنها تفكر في الفراق، وقد أغضبني هذا الموقف واقترحت الطلاق، وقد تدخل أهلي فيما بعد لمحاولة الإصلاح وإقناع زوجتي بالتراجع عن تلك الخلافات، ولكنها عاندت وأبت بينما أهلها لم يتدخلوا والتزموا الصمت، بل إن أمها كانت تحبط عزيمتها وتقول لها أنها لا تصلح للزواج.

وبعد شهرين من الطلاق، تواصلت معي طليقتي لتخبرني بندمها الشديد وبأخطائها المرتكبة، وأنها تتنازل عن السكن والعمل ولا تريد إلا الرجوع إلي، فهل أقبل عودتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، وحسن العرض كذلك للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.

لا شك أن معرفتك بالفتاة وأسرتها، وكونها مناسبة بالنسبة لك يدعونا إلى الميل إلى القبول بعودتها، طالما هي نادمة وراغبة، وأرجو أن تؤسس حياتك على الأمور الأساسية، وأيضا لا بد أن نراعي العلاقة الطويلة التي استمرت بينكما، يعني هذه العلاقة قطعا كان فيها تجاوزات؛ لأنها لم يكن لها غطاء شرعي.

ولذلك من المهم أن يصحح الإنسان مثل هذه الأمور بإكمال مراسيم الزواج بالنسبة لها، بعد أن تتأكد من صدق عودتها، وشاور أهلك، واستخير في هذا الأمر، لكننا نجد في أنفسنا ميلا إلى القبول بها وقبول اعتذارها، واعلم أن المخاوف تحصل: كيف تترك العمل، وكيف ستعمل في مكان بعيد، يعني مثل هذه الأمور بلا شك هناك تدخلات تشوش عليها، وأعتقد أن التدخلات ستستمر ولن تتوقف، ولكن هذا الندم وهذه الرغبة في العودة أرجو أن تقابل منك بعمل إيجابي، وأعتقد أنك أعرف الناس بها، وأنت صاحب القرار في هذه المسألة، لكن نحن نميل إلى العودة للعلاقة، وتصحيح هذا المسار.

مع التنبيه إلى أن حصول طلاق واحد يضيق فرص الاستمرار، فعليه الأمور ينبغي أن تكون واضحة للطرفين، فالآن حصلت طلقة وبقيت بعد ذلك طلقة ثانية وثالثة، لا قدر الله، نتمنى ألا يحصل هذا، ولكن هذا يدعونا إلى تأسيس العلاقة على قواعد واضحة كالشمس في ضحاها.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

إذا فلتقبل عودتها، وتنسى ما مضى، وتضع أسسا صحيحة تبنى عليها العلاقة الزوجية، وأعتقد أنها عرفت أن أغلى ما تريده الفتاة وأغلى مكسب هي أن تحافظ على رجل وجدت نفسها معه، مالت إليه، ارتاحت إليه، وأن هذا ما يقتضيه العقل والنضج، ونسأل الله أن يهدي بناتنا وبنات المسلمين إلى ما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات