السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله جنات الخلد على ما تقدمونه للمسلمين.
كان لدي قولون عصبي، ونحافة شديدة، استعملت الباروكستين عيار ٤٠، والريمرون ١٥، ولله الحمد والمنة تم الشفاء من القولون العصبي، وتحسنت صحتي، ووصلت للوزن المطلوب، لكن منذ شهرين تأتيني لسعات كهرباء على يدي وظهري، وألم أسفل الظهر والرقبة، عند الالتفات تأتي اللسعات أو الجري أو الحركة، ذهبت لطبيب أعصاب وقمت بعمل أشعة رنين مغناطيسي للرأس والرقبة والظهر كلها سليمة، وتخطيط دماغ أيضا كان سليما، ليس لدي أي شحنات زائدة، ولم أجد علاجا علما أني مستمر في حقن دال، وأبر الأعصاب نوربيون دون جدوى، أضاف الطبيب سيمبلاتا ٣٠ مع الأدوية التي سبق ذكرها دون جدوى، وأسمع صوت صرير في رأسي لا يذهب إلا عند الاستحمام.
أعتذر عن الإطالة، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أنت ذكرت أنه لديك قولون عصبي ونحافة، وحقيقة القولون العصبي والذي نفضل أن نسميه بالقولون العصابي وليس العصبي، لكن شاع بين عامة الناس أنه القولون العصبي. العصابي تعني أن الإنسان لديه قلق داخلي مقنع، تحول هذا القلق إلى توترات وتشنجات عضلية أثرت على القولون، بمعنى أن الأمر مرتبط بالقلق النفسي، وهذا القلق – كما ذكرت لك – قد يكون داخليا مقنعا وليس واضحا.
طبعا عقار (باروكستين) أربعون مليجراما؛ ممتاز، وقوي جدا، يضاف إليه (ريميرون). أنا أعتقد أنك محتاج لتعديل نمط الحياة أكثر من أي شيء آخر، الأدوية نعم لها دور، لكن نمط الحياة الإيجابي هو المطلوب.
هذه اللسعات التي تحدثت عنها وصف جميل جدا حقيقة، أعجبني جدا، هذه تسمى بالهلاوس اللمسية الكاذبة، نعم هي ليست ناتجة من مرض عصبي متعلق بالجهاز العصبي، إنما هي نتيجة للقلق والإجهاد النفسي، وربما الإجهاد الجسدي. هذه الظاهرة نشاهدها ليس بالكثرة، لكن من خبرتي وتجربتي خلال السنين الفائتة تأتي هذه الأعراض للأشخاص القلقين، وهذا النوع من الهلاوس الكاذبة – أو ما يشبه الهلاوس – قد تكون أيضا في شكل أصوات غير واضحة يسمعها الإنسان مثلا قبل النوم، أو حين يستيقظ من النوم، وقد تأتي في صور بصرية أيضا، هي ظاهرة معروفة.
الحمد لله فحوصاتك سليمة، ويا أخي: حتى تتخلص من هذا الإجهاد النفسي والجسدي عليك أن تتجنب السهر، هذه هي النقطة الجوهرية والمركزية في علاج هذه الحالات، وتجنب السهر يعني النوم الليلي المبكر، وهذا يؤدي إلى ترميم كامل في النفس وفي الجسد، هذا الكلام ليس فيه أي مبالغة، كل المواد الكيميائية والموصلات العصبية الإيجابية تفرز في أثناء الليل، والإنسان حين ينام مبكرا أولا يكون قد أحسن إدارة وقته، لأنه سوف يستفيد من النهار، والأمر الآخر: يستيقظ وهو في نشاط، يؤدي صلاة الفجر، ثم ينطلق الإنسان في يومه.
فيا أخي الكريم: النقطة المركزية هي أن تتجنب السهر. طبعا أنا لا أعرف إذا كنت من الذين يسهرون أم لا، لكن حقيقة لابد أن أؤكد عليها.
والأمر الآخر هو: أن يكون طعام العشاء مبكرا وخفيفا وغير دسم.
الأمر الثالث هو: ممارسة الرياضة، ممارسة الرياضة مهمة جدا – أخي الكريم – أي نوع من الرياضة، لكن الرياضة المؤثرة ذات القيمة العلاجية، والتي في العادة يجب أن تستغرق على الأقل أربعين دقيقة بمعدل ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع. السباحة من الرياضات الجيدة، وكذلك المشي، والجري، ولعب الكرة، كله طيب إن شاء الله.
بالنسبة للدواء: أنا أعتقد لا داعي للـ (سيمبالتا) مع احترامي الشديد للأخ الطبيب، لأني لا أريدك أن تكثر من الأدوية. استمر على الـ (باروكستين)، والـ (ريميرون)، وأضف إليهما عقار (دوجماتيل/سولبرايد) كعلاج داعم، تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.